هل أعرفك يا هذا
ماذا لو أننا تجاوزنا بعض لحظاتنا الرجولية كشرقيين ؟
ماذا لو تجاوزتِ المسميات المتعجرفة , دعيني أصوغ حواري كما أريد .
كنت أنا , وكان الليل , وكنتِ أنتِ , وكتاب تحرصين على إقحامه عبر وقتنا المضطرب .
دكتورة ومعلم صبيان , هل يستويان , كانت انحناءة زمنية قصيرة , في غفلة من الزمان تشكلت , لأحمل وزرها ما حييت , كان عالمي مليئا بفتاة خبزٍ أتوهمه منكِ , كانت معاركي معكِ خائبة , وكان سيفي الخشبي يحترق بجمرات انتصاراتكِ .
عفوا , سأعيد صياغة جملتي الأخيرة , بجمرات انتصاراتكِ الزائفة , هل أنا أبالغ في يأسي , هل أصور تشاؤمي كلوحة ليلية نبعثر عليها ألوان العبث ؟
في أقصى الليل ما زلت هناك , تداعب أقدامي خيوط الفجر , وكما نحن عبر تلك الليالي نوشك أن نلملم هذياننا لنقفل صفحة أخرى وننتظر مساءً لا يليق بنا .
سأصدقك القول , ما زال وهمي بكِ يكبر , رغم أن الحنين غادرنا منذ حين , ذلك الركن المسائي لم يؤرقه بعد المسافة , ولا وحشة الصحاري وثقل الجبال التي تفصلك عني , كنتِ في أقصى الشمال وأنا في أقصى الجنوب , وكان اللقاء ضربا من المستحيل , كانت تضاريس المكان تقذف بنا كزمجرة ريح عاصف , ولكننا قهرنا قسوة المكان , صنعنا شرفة من الليل تسبح في بحر الأحلام , ومقعدين من بقايا نجوم بعيدة , واتكأنا على طرفي قمر صنعناه من لعبة الكلمات التي نتقنها .
هل أعرفك يا هذا ؟
مهلا يا قطتي , كيف لم أنتبه حتى هذه اللحظة , هل أنا ظلٌ لعاشق قديم ربما تاه ذات مساء وتعثرتِ بي عبر سؤال ؟
ما أمرّ الكأس التي نتجرعها ولا نشعر بغصتها إلا بعد أن يجف الحنين , وتذبل الأشواق وتتكسر مرايا الليل ونستسلم لأحضان الوحدة .
ماذا لو التقينا عبر ذلك الركن المسائي دون ظلال نملأ كأسها بضعفنا الشرقي , هل أعرفك يا هذا , ما زالت هذه الكأس تطوف ليالينا تبحث عن نصفنا الأضعف , وربما تخبئ نصفنا الأطهر, ليس ثمة فرق .
معلم صبيان , يمارس العبث بالكلمات , يحشو وسائد المساء بقصائد لم تعني أحدا قط , سباياه من نجوم يخبئها تحت طاولته القمرية , يقطف كل مساء نجمة لسيدته الشرقية التي تتمنى لو أنه ظلٌ لرجل ما .
صفقي سيدتي الدكتورة لهذا العرض المسائي , لهذا البطل الأوحد الذي انتزع ظل رجل , وتوهم الأمسيات التي تذكرين , استميحك عذرا سيدتي لكل هذا الهذيان , ولكل ذلك الهذيان , اعذريني فأنا شرقيّ أتقن الكلام , وأجيد الوهم , وأصنع من الظل الذي تبحثين ألف رسالة عشق , وألف أمسية حول طاولة القمر , وألف نجمة أقطفها لكِ .
إنه المساء سيدتي , يغريني بالهذيان , يجعل من الظل الذي تبحثين كل أحلامي , وسأظل أملك أمسياتي ووهمي بكِ , وسيظل عالمي يحوم حول مدارات النقاء الذي تنثريه , فهناك في ركن الليل حيث ينتظر الفجر قصة لن تنتهي , بدأت بسؤال , وانتهت كما لم تبدأ .
-
adelmolehhttp://adelansare6.blogspot.com/
التعليقات
تبقى حكايات عالقة بنا
تستحق أن نمنحها حرية الانطلاق؛
لقد ضاق بها صدر الكلمات.