" لم أتزوّج لأن كل الرجال غدّارون , فأنا لا آمن على نفسي مع رجل "
" لا أحب العمل مع النساء لأنهنّ ثرثارات "
" كيف تريد أن تسافر إلى بلاد الغرب الكافر ؟! إنهم ماجنون "
لا يمر عليّ يوم دون أن أسمع مثل هذه العبارات التي يُطلقها البعض حتى يبرروا سبب إتّخاذهم لموقف معيّن تجاه فئة معينة من البشر - و عادةً ما يكون هذا الموقف متطرفا - , فهم يظنون أن جميع الأفراد المنتمين لنفس الفئة لابد أن يكون لهم نفس الصفات ( كما نقول بالإنجليزية package ) , ففي نظرهم :
الرجل : ( كذّاب + جبان + شهواني ) , و المرأة : ( ثرثارة + كئيبة + مُتقلّبة المزاج ) , و الإنسان الغربي : ( مُنحلّ + مدمن خمر + كافر ) , و العربي : ( جاهل + همجي + مُتأخِّر ) .
أحيانا يكون هذا الموقف المُعادي نتيجة تجربة سيئة مرَّ بها الشخص مع أحد أفراد هذه الفئات فظنَّ أن جميعهم هكذا , مثل الفتاة التي تتعرَّض للخداع من أحد الرجال فتظنّ أن جميع الرجال مخادعون , لكن علينا أن نعلم جيدا أن الله لم يخلقنا متماثلين , الله لم يخلقنا في قوالب , فلم يخلق قالبا للرجال و آخر للنساء و هكذا , و لن تجد شخصين لهما نفس الشخصية تماما على مدار تاريخ البشر , فالإنسان مزيج من كل شيء : الخير و الشر , الشجاعة و الجُبن , النور و الظلام , ليس منّا ملائكة أو شياطين , فقد تُقابل الرجل الثرثار و المرأة الهادئة و الغربيّ المُحافِظ و الشرقي الواعي , و لا عجب في ذلك .
فقط تعامل مع كل فرد على حده , بإعتباره إنساناً مُستقلاً بشخصية مستقلة , دون أحكام مُسبقة , حتى لا تُضيع على نفسك فرصة التعامل مع شخص رائع فقط لأن لديك إعتقاد سئ عن الفئة التي ينتمي لها بسبب موقف سابق تعرّضت له , فالبشر ليسوا سواءً .
-
عمرو يسريمهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.
التعليقات
لكن للأسف لا يتعامل ذلك المرء مع البشر إلا قبل اطلاعه على بطاقاتهم التعريفية ،
(فئته ؟ بلده ....الخ) ، والتي صممها بأفكاره وآراءه ،
``شكرا لإهتمامك بالقضايا الإجتماعية في مقالتك ``