حريّ بالانسان أن يكون شاكرا للّه على نعمه الكثيرة الّتي أمدّه بها. فنعمة العقل وحدها كفيلة بخوض غمار حياة ناجحة،و منطق سليم مفاده أنّنا عندما نبحث...نجد. ولاشكّ في أنّ معظمكم متسائل لماذا عنونت مقالة بآية قرآنيّة كريمة. هذا صحيح، لأنّها موضوع حقيقة اليوم وهي تكملة للمقالة السّابقة عن التّدبر و ما استنتجته بالمقارنة مع ما توصّل اليه علماء الفلك و الجيولوجيا.

اليوم ،حقيقة أخرى تكشف أنّ الماء عنصر الحياة، قد تمّ به احياء كلّ شيء على سطح الأرض وحتّى الهواء الّذي نستنشقه. فبعد أن نتج الماء على الأرض بتلك التّفاعلات الكيميائيّة النّاجمة عن انفجارات المذنّبات المتكرّر ، طغى مع مرور ملايين السّنين على الحجارة الأرضيّة القديمة فغطّاها. و نتيجة لذلك ظهرت  مجتمعات بكتيريّة  زرقاء مخضرّة بالملايين أطلق عليها اسم ( البكتيريا الزّرقاء). والّتي نمت على نتوءات تحت الماء تسمى (الستروماتولايتس).

كانت وظيفة هذه البكتيريا " الّتي أحبّها جدّا" هي القيام بعمليّة التّركيب الضّوئي. فكانت تلتقط أشعّة الشّمس و تخلطها بذرّات الماء بعد تحليلها و تنتج الأوكسجين كعنصر ثانوي غير مرغوب فيه لأنّه كان يقضي على عدد منها.

ومع مرور ملايين الّسنين انطلقت ذرّات الأوكسجين النّاتجة عن هذه العمليّة  من كلّ مكان حول العالم و تراكمت في الغلاف الغازي فتلطّف الهواء الّذي كان مسموما حيث كان مشكّلا من ثاني أوكسيد الكربون و الغازات الحمضيّة القاتلة.

وهكذا صارت الحياة على الأرض ممكنة، فظهرت النّباتات ثمّ الحيوان و الانسان....فسبحان اللّه الّذي هيّأ للانسان الأرض قبل أن ينزله اليها فكانت حدائق و بساتين و أمن و سلام و طبيعة و ماء و هواء نقيّ.

أجل..أنا أحبّ البكتيريا الزّرقاء لأنّها ضحّت بحياتها من أجل أن يعيش الانسان، فماذا فعل الانسان ليعيش هو و باقي الكائنات؟

التّلوّث و الدّمار و صناعة الأسلحة القاتلة. لقد شوّه الانسان الجمال الّذي منحه اللّه ايّاه عندما استعمل عقله بأنانيّة. لذلك لابدّ أن نساهم في نقاء عالمنا الجميل.و نستمتع بهذه النّعم ، ونقف في وجه من يريد أن يفسد كوكبنا. ولا تنسوا أنّه الوحيد الّذي توجد عليه الحياة بحرارة معتدلة و هواء نقيّ.

و بما أنّكم علمتم الآن أنّ الماء عنصر أساسي في حياة كلّ شيء يمكنكم البدأ بممارسة رياضة الماء الّتي تشدّ العضلات بطريقة فعّالة.وهي الرّكض في الماء تماما كما اوصى ربّنا سبحانه نبيّه أيّوب عليه السّلام.

فالرّكض في الماء يشدّ العضلات و يجعل السّاق  و الأيدي مشدودة و تبدو أصغر سنّا، وهذا ما ذهبت اليه ممثّلة غربيّة لتحافظ على رشاقتها من تقدّم السّنّ.

اذن فلنقرأ و نتدبّر كتاب اللّه لنعلم المزيد من المعجزات و نرقى بأنفسنا و نعود لعصرنا الذّهبيّ.