العُذْرِيّة ؟
هَل حَقًا وَصَل بنا الحَال لتلك البرَامج ؟
نشر في 14 يوليوز 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أُشاهِدُ الآن على قَناةِ France 24 بِالعَرَبَيّة بَرْنامِج "في فلك الممنوع".
يَتَناقَش عَن عُذْرِية الَمرأة و هَل هُو مِقياسٌ لِشَرَفِها و هَل فِعلًا هُناك مِقياسٌ لِشَرَفُ المَرأة , و كَيَف أَن هَذا يَجعَل المَرأةُ مُعَقَّدَةٌ مِن الجِنْس وَ يَسْتَضِيفون إمْرَأَةٌ مِن لِبنان تَعتَبر أَن قَوانين العِلاقات خَارِج نِطاقُ الزَواج خَاطِئة بِاجرامِها لتلك العِلاقَة , وَ يَسْتَضِيفونَ شَاب مِن الَمغرِب يَدعُو اِلى الحُرِّيَة في العِلاقات الحَميمة داخِل و خَارج العِلاقَة الزَوجيِّة .
و قَد شَاهَدتُ مُنْذُ عِدَّة أَسابيع على DW الخاصة بِألمَانيا بِاللُّغَة العَرَبِية أَيْضًا وَ كَان بَرنامِج يَتَحَدَّثَ عَن الإِلحاد.
أُرِيدُ أَنْ أَعرِفَ شَيء لِماذا الِإهْتِمامَ يَتَرَكَّزَ فِي تِلْكَ الأُمور ؟ لِما لا أَجِدَهُم يَتَرَكَّز حَدِيَثَهُم عَن كَيْفِيِّة إِنهاء الصِراع فِي الشَّرقِ الأَوْسَط , وَ تَحْرير فِلسطين مِن إِحتلالها الذي تَم بِمُبارَكَةِ جَميع تِلكَ الدُوَل ؟
أَو حِسابَ كٌلِّ رُؤساء وِزَراء فِي أُورُوبا عَن جَريِمَة العِدوان عَلى العِراق مُتَسَلَّحين بِإدِّعاءَاتٍ بَاطِلَة تَمَّ إثْباتِ بُطلانِها على مَر السنوات .
لِماذَا تُرَكِّز تِلكَ القَنوات على تِلكَ المَواضِيع ؟
هَل بِهَدَفِ زَعْزَعَةِ الإِسْتِقرارِ الأَخْلاقِي أَكثَر مِمَّا هُو مُزَعْزَع .
عِنْدَ البَحْثَ في تِلكَ البَرامِج التّي تٌهاجِم الحِجاب أو النِقاب و الدَعوة للحريَّة على الجَانِب الآخِر لِتِلْكَ الأٌمور , فَلِماذا لا نَهتَم وَ تَهتَم تِلك القَنَواتِ بِزيادَة الدّعم الإِقتِصادي لِكُل أَطراف المُجتَمَع وَ الدّعم العِلمي وَ الثَقافي لِكُل طَبقات المُجتَمَع و بِالتَالي سَيُؤدي اِلى نُمو وَعي لِكُل المَجْتَمَع .
يَتَّهِمُون كُل مَن يَستَحي مِن فِعلٌ خَاطِيء اَو مَعصِية بِأَنّه جَبان وَ يَجَب عَليهِ أَن يَفْعله في العَلانية .
فَهَل مَا تَسعى اِليهِ تِلكَ الِاتِّجاهات التّي توِّجه المُشاهد اِلى التَحرُّر مِنَ قِيودَ المُجتَمع كَما يَدعونَ أَم يُوجِّهونَه للِانطلاق المُطلق اِلى اِباحة كُلِّ ما حَرمته الأَديان .
وَ بِالتّالي هَل تِلك القَنَواتِ تَسعى فِعلاً لِلْبَحث عَن الحُرية وَ حُريّة التَعْبير , أَم اِلى السَعي الى عَلمَنة المُجتَمعات العَربية بِاغْراء شَبابِها وَ اَطيافِ المُجتَمع المُختَلِف الِى اِباحة كُل مَا تَرفُضَه الأَخلاقِ وَ يَرفُضَهُ العَقل , فَتُغري أَجيالنا القادِمَة الِى مِثل تِلك المُباحات , و اَظُن أَنّ تَأثير تِلك التَوجِيهات المُستَتِرَه مِن إِعلام و أَفلام و غَيرها مِن وَسائِل اِعلاميه مُختَلفِة ,مِن التّحَرش الذي اسْتَشرى بِالمُجتَمعات العَربَية .
تَذْهَبُ الأُمَم اِلى الحَرب لِواحِدٍ مِن ثَلاثةَ أَسبابٍ : الشّرَف ، الخَوفِ ، المَصْلَحَة-ثيوسيديدس
كُلّما زَادت تِلك الضُغوطِ عَلى مُجتَمِعاتٍ تَنظُر اِلى المُجتَمَع الغَربّي كَانّه اِلهٌ مُقَدّس يَبْحَثُ عَن خَلاصَهُ فِيه, فَسَنجدُ أَكثَر مَن ذِلك مِن الإِعلام الذي قَد يَغري شَبابًا نَعلَمُ الآن أَنّهم لا يَعلَمُون مَا هِي تَعاليمُ دِينِهم وَ هَلْ هُم مُؤمِنونَ بِه حَقًا أَم فَقَط لِاَنّهم وَجَدُوا آباءِهِم بِهذا الدّين أيا كان الدّين .
اِذا اِستَمَرَّ اِنْشِغِالَ الآباء وَ الأُمهات فَقط على البَحثِ عَن الرِّزق وَ اِهتِمام تَعليم الأَولاد بِاللُّغَه الأَجنَبية وَ أَحدث العُلوم وَ تَرَكَوا أَطفالِهم مُعرَّضين لأِمواجِ التَحريف القِيَمي كَما نَراه الآن و نَراهُم مَكشوفون تَماماً لِتَلك الصَدمات المُتتالية الَتي تَجْعل فِطرَتِهم تَنهار تَحت وَطءت الرَغباتِ الدِنيَوية المُخَتلفَة بِدون الِشُّعور بِأي ذَنبٍ فِطرّي حتى .
قُم بِتَقييمِ الرَّجُل بِناءً عَلى أَسْئِلَتَهُ لا عَلى أَجْوِبَتَهُ - فولتير
سَلّحِوا أَولادِكم أَوّلاً بِالعِلم وَ الحِكمَة قَبل أَن تُثِيروا قَاع عُقولِهم , حَتى يَستَطيعوا أَن يَعوموا فِي تِلك الأجواء و يروا طريقهم بأنفسهم .
-
احمد حازم - Ahmed Hazemباحث عن الحكمة wisdom seeker
التعليقات
..
انه عصر الاكثرية البهيمية .. والأقلية الغريبة .. !!
وللأسف نحن نهوي إلى القاع كل يوم أكثر فأكثر، وصار الحرام أمرا مستساغا جدا، فقد استطاعوا غرسه في أبنائنا بطرق ملتوية بعد أن زُينت بالورود.
أما عن تلك القنوات التي تحدثت عنها في مقالك، فإن استطعنا منعها في منازلنا، فماذا عن عالم الانترنت المفتوح على مصراعيه.
إن القضية خطيرة جدا، والوصول إلى حل جذري لها، ربما يحتاج إلى عقود كثيرة.