ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ سَيخبرك أنه راضي ﺑﻚِ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﺖِ ﻋَﻠﻴﻪ ، ﺭﺍضي ﺗﻤﺎماً ﻋﻦ تَقلباتك المزاجية ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻚِ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ونَفسيتك المُتعبة ﻭﺷَﻜﻞ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﺬﻱ مَلئه الأرهاق ، سَيقنعك أنه مُغرم ﺑﺘﻔﺎﺻﻴِﻠﻚ ﻭﺑُﻌﻤﻘﻚِ ﺍﻟﺬﻱ غَرق فيه ، ﻭﻻ يَهمه أﺫﺍ ﻣﺎ كنتي ﺫﺍ جمال ، تَهمه ﻏَﺮﺍﺑﺘﻚِ ، أﻧﻄﻮﺍﺋﻴﺘﻚِ ، ﻋﺰﻟﺘﻚ الغَير مُبررة ﻭﺻَﻤﺘك المُخيف، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳَﺸﺪه نحوكِ .. ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳَﺴﺘﻔﺰﻫ ﻟِﻤﻌﺮﻓﺘﻚِ ﺃﻛﺜﺮ.
وسَيخبرك أيضا عن جمال أبتسامتكِ ، وسِحر عَينيكِ تَحت أشعه الشمس، وعن أفتقادته لكي بأنشغاله وسَتصدقين ذلك، بالحقيقه هو يُريد أﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻚِ، ومعرفة ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻮﺟﺪ ﺧَﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ المُرهقة ، لَيس حباً إنما فُضول قاتل، وحين يَستوطن قلبكِ ، ﻭيَرتوي ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻚِ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻙِ يتحول شُعوره ﺍﻷﻭﻝ نحوكِ ، وتختفي لهفته عليكِ ﻭتتقلص دهشته عليكِ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣَﺮ ثقي أنه سَيمل منكِ ، ﻷنُه ﻟﻢ يُحبك ﺃﺳﺎﺳﺎً ﺑﻞ أراد معرفة ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤُﻈﻠﻢ ﻓﻴﻚِ ﻭﺣﻴﻦ تلاشى فُضوله تجاهكِ ،لم يختار البقاء ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺳَﺘﺸﻌﺮي ﺃﻧﻚِ أنخدعتي بالذي كان يظهره لكِ، ﺳﻴﺘﺠﺴﺪ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻏﺒﺎﺀﻙِ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚِ ،ﺗﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻟﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ع كل ما أقترفتيه وأنتِ تحت مُخدر ذلك الذي يسمى بالحب، سَترين مقدار ﺳﺨﺎﻓﺘﻚِ ﻭستدركي ﺃنكِ أضعتي ﺟﻬﺪﻙِ ﻟﻠﺒﻮﺡ مع من لا يستحق كلماتك ، ستندمين أشد الندم على الثقة التي منحتيها لمُخادع غايته معرفة سرك الغارق بداخلكِ ،
ﻟِﺸﺨﺺ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻙ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﻣﻦ ﺟَﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ، ﻭﻣُﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ أكبر عُمق ، ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺘﻚِ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻔﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،تذكري ليس حباً إنما فضول.
-
حلا عليماتكاتبة أردنية❤ المجدُ لنا، نحن الذين تقوم قيامتنا داخلياً ، ولا يظهر على ملامحنا إلا هدوء وراحة وإتزان