الطريق الى الرابوني
(محمد عبد اللطيف)
نشر في 29 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
ما اجمل ان يتعلق الانسان وجدانيا بتدوينات تخص ادب الرحل, تدوينات جد مركبة بين مزيج من التخصصات العلمية من قبيل الانثروبولوجيا والسوسيولوجيا, حيث الثقافة والإنسان مرورا بديموغرافية و الطبوغرافية ,وجزئيات المجال والسكان وصولنا الى فن الفوتوغرافيا ,حيث الصورة وما تحمل من دلالات وأبعاد ..نفس النهج سلكه قلم" محمد عبد اللطيف" ابان زيارته للمخيمات اللاجئين الصحراويين في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي زيارة اتسمت بالوقوف على جغرافية الفضاء الصحراوي الحزين جراء ما حدث فوق بساطه من مجازر وحروب ابان سيطرة كل من القوى الكولونيالية الاسبانية وخادم الامبريالية المد المغربي .
على ارض مخيمات اللاجئين الصحراويين استهل القلم الموريتاني زيارته بمركز القرار" الرابوني" ,والعلم الصحراوي يخفق نبضا وشوقا الى الحرية يزين واجهة جل المباني المتواجدة .. من هناك صوب "مخيم اوسرد" حيث الدور الخفي والفعال للمراءة الصحراوية وتطبيقا للقول المأثور لشهيد" الولي المصطفى السيد"_ علينا أن نعوّض قلة شعبنا بأن ندرّبه على قيام الواحد منه بأعباء عشرين شخصا!_ فتراها تارة تفك أجزاء الكلاشنكوف من اجل تنظيفه, وتارة أخرى تغير حفاظة الرضع.. هكذا هي نساء الصحراء الغربية يخلقن المعجزات من رحم الازمات والمطبات, ولنا في "مخيم اوسرد" الكثير من النماذج.
لكن في المقابل وتطبيقا منا لمقاربة النوع تجد الطرف الاخر اقدر على الممانعة والإمساك الشاذ بجمر الرفض والصمود.. صمود من نوع اخر دون ان ننسى او بالأحرى نتغافل على رياح الخيانة التي أتت من كل أطياف المجتمع : رجال دين, وزراء ,,قادة عسكريون سياسيون وسياسيات ,مثقفون… كان لهم الدور الأبرز في ما مضى في توجيه مقود القضية لكن الكل يخضع لقانون التاريخ, وبتعبير "فلاديمير لينين" _بطولات الامس لا تبرر لا من قريب ولا من بعيد خيانة اليوم_ ..وكل قطعة من صحرائنا الجريحة تخفي معاناتها وتلم اشلائها المتطايرة, جراء جزئيات الفوسفور والنابالم واسهم الخيانة و تصدح عبر طول جغرافية الوطن القطري… اخلعنا !!!
_الصحراويون تأسست مشاعرهم القطرية حين توحدوا في مقاومة الاحتلال الإسباني سواء كان مفجّر هذه الوحدة هو الشيخ ماء العينين، أو شيوخ وأبطال القبائل، أو حتى مجموعة من الشباب المتنورين على يدي الشهيد بصيري في نهاية الستينيات أو أخيرا على يد الولي المصطفى ورفاقه السبعة عشر في معركة الخنكة_ هكذا استوعب القلم الموريتاني الإجابة عن إشكاليات كانت تحوم حول خلده, من قبيل لحمة الشعب الصحراوي وكيف يثبتها وسط مجتمع قبلي له ما له وعليه ما عليه ؟.
-
خالد بوفريواكاتب
التعليقات
أحقا الشعب الصحراوي لا يرى نفسه جزء من المغرب
ماذا يرى نفسه اذن
تحياتي العطرة