شئ من الاحترام... مقال لعبد الوهاب مطاوع رحمه الله
نشر في 23 نونبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
رجل قارب على ترقية في منصب مدير عام مصلحة حكومية ويعاني ضيق الحال منذ بداية الحياة الزوجية نتيجة اعتماده الوحيد على راتبه الضئيل الذي-بصعوبة بالغة- يكفيه وأسرته بشكل ما أو بآخر..
ويسأل هل الفقر والاحترام وجهان لعملة واحدة؟ هل عندما تمسكت بفضيلة الاحترام كان الثمن أن أعاني قسوة العيش انا وأسرتي؟
أجاب الاستاذ عبد الوهاب كعادته بسعة صدره وحسن تحليله للأمور ولكن استوقفني سؤال لم يكن مطروحا في المقال ، ما المانع أن لا يظهر الفقير فقره كما يظهر الغني غناه؟
هل المجتمع الانساني بطبعه يلفظ الفقير خارجه ويعامله معاملة الغريب أم أن الانسان يعتبر الفقر وصمة عار عليه لزاما عليه أن يخفيها بكل ما أوتي من قوة؟
تخيلوا معي أن يدي مصفدة بأغلال والمفتاح في جيبي ، هل هناك مشكلة؟ بالطبع لا سأخرج المفتاح من جيبي وأفك قيدي..
هكذا يظن الفقير أن الفقر هو قيده الذي لا فكاك منه ولا مهرب ، ولكنه نسى أن مفتاح الغنى في جيبه ، وليس الغنى هنا المال ، إنما هو الحرية وتقبل الفكرة في أني فقير وأعيش حياتي كما وهبني الله سعة العيش كيفما كانت ، وأن أسعى وأسعى حتى يكون لي في الحياة شرف المحاولة واثبات الذات...
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الفقر وغلبة الدين وقهر الرجال ، أي أنها أمور محتومة الحدوث ويذكرنا أن نتعوذ بالله منها حتى يرفعها عنا ، فمن كان مع الله أغناه...
وخلق الله الفقر والغنى بدرجات كي تدور عجلة الحياة ويصبح الناس معتمدين على بعضهم في الحياة ، ولكن جحود من امتلك المال وكفرانه بالنعم من حوله رسخوا مبدأ الطبقية وطبقوا العزل الجبري بينهم وبين من دونهم وبمرور الوقت وصلنا لما نحن عليه الان..
وأعظم مثل للغنى هو قارون ولم يأت في غناه أحد بعده ولكنه كفر فهل نفعه ماله!
وها هو ذا رسولنا الكريم يربط على بطنه الشريفة حجرين من شدة الجوع فهل كان جوعه مانعا له ليظهر أمام الناس -وهو رسول الله - جائعا ، إنما هو رحمة للعالمين وأشرف المرسلين ولم يكن الجوع عيبا قط ، إنما هي سريرة الانسان وسيرته وعمله الجوهر الذي يحيا به على هذه الأرض وتبقى روائحها الذكية بعد الممات...
ولست أصف حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بالفقر وقد أغناه الله ولكنه موقف حدث في حياة الرسول لنتأسى به أسوة حسنة في الشدة والرخاء على حد سواء...
والسلام ختام..
-
محمود عبداللهأديبا كبيرا لعلي أكون...
التعليقات
بارك الله فيك و في قلمك
أشكرك على علو أدبك و لياقة الكلام فيك على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
لن أزيد شيئا و قد وفيت أبا القاسم حقه
كل التقدير و الاحترام و الشكر.