قبل قرابة ثلاثة آلاف سنة كتب أحدهم على شاهد قبر هذه الجملة ( لم يبقى في هذه الحياة سوى جيل شاب أرعن لا يحتمل المسؤولية وليس كفؤ لها لا هم له سوى اللهو واللعب ومضيعة الوقت أضاع مستقبله وأهمل دينه ودنياه ).
وعلى هذا المنوال التاريخي يستمر كبار السن ومتوسطي الأعمار في التذمر والحط من قُدرات الجيل الشاب، ووصفه بالكسل واللا مبالاة وبأن مستقبله مظلم، كل هذا بمجرد النظر لأمور صغيرة وتافهة في حياته مثل عدم ترتيب غرفته وملابسه او عدم صيانة سيارته او عدم تنفيذ أوامر واليديه بالشكل المطلوب، وهذا السبب الأخير دليل كسل الوالدين وليس الأبناء فأنت تنجب أبناء وليس عبيد يقومون بتنفيذ أصغر الأمور بالنيابة عنك، ثم إن هذه العادات السيئة ليست حكراً على الشباب هي موجودة على مستوى جميع الأعمار لكنها النظرة الأحادية.
وماهي إلا سنوات قليلة حتى يكبر هذا الجيل ويتزوج ويتقلد الوظائف بجميع مستوياتها ليحمل عبئ وطن بأكمله وليثبت خطاء من وصفه بالكسل واللا مبالاة، ثم وياللأسف يبداء بإعادة عبارة أبائه وأجداده وكأنه لم يتعلم الدرس، فيقوم بترديد أن هذا الجيل الشاب الذي أتى بعده غير واعي ومستهتر و و و ..الخ.
من الطبيعي بأن لا يعي المراهق متطلبات ومسؤوليات الحياة، فقد أعتاد منذُ الصغر على والديه في كل شيء من طبخ وكنس وتنظيف وإصلاح الأعطال في المنزل، ولكن بمجرد بلوغه منتصف العشرينات سيحصل على وظيفة في الغالب بعيداً عن أهله أو سيتزوج ليستقل بمنزل حينها سيعي حجم المسؤولية وسيواجه أعباء الحياة لوحده.
التعليقات
دائما ما أجد الآباء في كل زمان و مكان يتذمرون من أبنائهم و يتبرأون منهم كأنهم نبت شيطاني , رغم أنهم هم المسئولون عن تربيتهم و تنشئتهم فإن كان في الأبناء إعوجاجاً فهو بالتأكيد خطأ الآباء .
و للأسف يكبر هؤلاء الأبناء ليكرروا أخطاء آبائهم و هكذا يستمر الأمر .
مقال رائع .
بالتوفيق .