ما بالك تتخبّط في بحر الحيرة و كأنّ الأبواب قد أُغلقت في وجهك إلى الأبد ..
ما بال أيّامك أصبحت دخانا و رياح اليأس تعصف بك يمنة و يسرة فلا تجد لك تماسكا و لا ثباتا ..
ما بال بالقاع إستقرّت نفسك و كأنْ ليس لها ربّا غفورا رحيما ..
نعم ، لا شيئ أجمل في هذه الدنيا من أن تمشي رافع الرّأس نهارا و في اللّيل تفترش راحة البال و تتوسّد السّكون ..
لا شيئ أروع من أن يجدك خالقك حيث أمرك و يفتقدك حيث نهاك ..
و لكن إن أخطأت فهل تستسلم لشراك هواك و خدع إبليس أم تأخذ
مفتاح الإستغفار لتفتح به باب رحمته و حينها تأكّد من أنك ستجده هناك
فرحا برجوعك إليه بعد غياب أنت تعرف مداه ، و لن يفرح أحد بعودتك أكثر من فرحه هو بك ..
الإستغفار هو كونك تدعوه سبحانه لكي يغفر لك و يمحو ذنوبك ثمّ تنفض بعدها عنك غبار كلّ شيئ لا يرضيه و تجتهد كلّ يوم لتتّقيه ما إستطعت إلى ذلك سبيلا ..
حينها يصبح الكون جميلا و مريحا لأنّك تكون قد إصطلحت مع نفسك و مع خالقك وعدت إلى فطرتك التي كنت عليها ، فتتنزّل عليك بعدها بركات من السّماء و الأرض ..
فتمسّك بعصا الإستغفار لتهشّ بها كلّ ما يفسد روحك و لا تندهش إن رأيتها تنقلب إلى عصا سحريّة بعد ذلك لتُبدّل الأحوال و الألوان و الأحداث من حولك لتصبح أكثر إشراقا و نورا ..
" فقلت إستغفروا ربّكم إنّه كان غفاّرا يُرسل السّماء عليكم مدرارا و يُمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنّات و يجعل لكم انهارا" !
ا