أحلام العصافير - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أحلام العصافير

أحلام العصافير

  نشر في 10 نونبر 2018 .

أخذتْ تتمايلُ يميناً حيناً و يساراً حيناً آخر على وقعِ الريحِ العاصفِ، و تناثرت أوراقها الصفراءَ و الحمراءَ و الخضراء مع المطرِ الذي نشرها أشلاءً على الأرضِ الرطبةِ الباردةِ. و بين حناياها التحفت العصفورةُ الصغيرةُ جناحَي أمها ترتجفُ و سألت : أمي هل ستنكسرُ الشجرةً؟ هلْ سيطيرُ بيتنا معِ الريحِ؟ هل سنموتُ من المطرِ أم منَ البردِ؟ أطبقتِ العصفورةُ الأمُ جناحيها المرتجفتين على الصغيرةِ بحبٍ و قالت: تلكَ سننُ الكونِ .. فهذا فصلُ الشتاءِ ،و العصافيرُ الصغيرةُ مثلنا لا تقدرُ على الهجرةِ و السفرِ الى أماكنَ أكثرَ دفئاً و أمنا. أعلمُ أنهُ شتاؤكُ الأول ،و لكن بعدَ حينٍ ستعتادينَ الأمر . قاطعتها الصغيرةُ و قدْ بدأتُ تنتفضُ من صوتِ الرعد ِالغاضبِ وأزيزِ الريحِ المتوعدِ المخيف: لماذا لا نعيشُ في بيتٍ من حجرٍ كما البشر.تبسمتْ الأمُ و قالت :تعيشُ العصافيرُ على الأشجارِ لأن لها جناحين تطيرُ بهما من شجرٍ لشجرِ حتى تجدَ ما يناسبها من بيتٍ و مستقر. قالت الصغيرةُ: لم لا نتخذُ مكاناً يقينا الهواءَ و الريحَ و البردَ يا أمي.. بيتاً متيناً و صلباً؟ .. نظرت الأمُ في عينيّ صغيرتها التائهتين و قالتْ: خلفَ الجدرانِ المتينةِ و بعيداً عن الهواءِ و السماءِ و ما بها من ريحٍ و مطرٍ لا يوجدْ للعصافير بيتٌ… قاطعتها الصغيرة لم يا أمي؟ ردتْ الأمُ بلهجةٍ حانيةٍ لأنَ العصافيرَستفقدُ أغلى ما تملك ُو كل ما خلقت له .. الحرية يا صغيرتي…لن تستطيعَ العصافيرُ أن تفردَ جناجيها و لنْ تطيرَ. حين ذاك يسمى سجنٌ و قفصٌ .. وليسَ بيتاً… ولا مستقر



  • راوية وادي
    كاتبة و رسامة فلسطينية .مدونتها الخاصة علي الإنترنت Rawyaart : (https://rawyaart.com) متفرغة للكتابة و الرسم في الوقت الحالي.
   نشر في 10 نونبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا