خَمسُ شمعاتٍ مُضاءةٍ.
الأولى من أجل الذين يبثّون الحياة في الأفئدة و يجعلونها مهتزّة من وفرة الزرع الطيب.. و كأنهم طلّ نازلٌ من خزائن السماء السابعة ، ينزل مدرارا ، بردا و سلاما على القلوب المشتعلة .
الثانية، من أجل الفقراء ! لا أعلم لماذا سُمّوا بالفقراء لقلّة مالهم ..كان لا بد أن يكون الفقير هو ذاك الذي يفتقر للعقل و سداد الرأي و العلم . أنت غنيّ يا عبد اللّه ! و هذه الشمعة لأجلك منّي .
أما الثالثة ، فلكلّ الكيانات على هذه الأراضين و السموات. تُحدّث لك أخبارها و هي صامتة ، تجعلك تُبصر ، و تسمع ، و تفقه ، حتى لو كنت فاقد السمع و البصر ..
و الشمعة الرابعة للمناضلين ، الأشدّاء الأعزّاء ، الذين يصارعون حرب الحياة و يُكابدون غصّات القلوب .. يقولون لك و أنت سامعهم، فاقدهم :"ها نحن هنا مازلنا أحياء ! و لو غطّى الثرى أجسادنا ،فإنّ أرواحنا حيّة أبد الدهر ها هنا و عند ربّ الأرض و السماء !" .
أما الخامسة و الأخيرة ،فهي لنفسي..
دعوة حبّ في الخفاء لها .
إطلالة بهيّة ،ذات قدرٍ، صارت عليها .
في ظلمات حالكة تضيءُ ، ذات شمعةٍ لا تذوب ، فتتواصل إنارة الأربع شمعاتٍ السابقات !
على أمل أن تكون هذه الذات على قدر أقدار أسلافها .. متفاءلةً، مناضلةً، متأمّلةً ، غنيّةً باللّه .
-
MayssaBeltNo need to write a bio
التعليقات
قبل ان تنطفيء الشموع اردت ان اهنئك على هذا المقال العظيم ..كلماتك كلها نور على نور ..
جميلة و دافئة ..... اتمنى ان تصل الى اصحابها ..كانت مجرد خمس شموع لا اكثر .. و لكنك إستطعت بطريقة ما ان تضيء بها العالم من حولك
دام إبداع قلمك ..