رؤية الحب بعمق وبوعيٍ يجعلُ من العلاقة ناحجة.. لا يُمكن أن أحب شخصا فقط لأنه لطيف أو جميل المظهر فهذا ليسَ حبا بل إعجاب وبناءا على هذا الإحساس تولدُ وجهة نظر تجاه هذا الشخص والتي تكون في معظم الأحيان خاطئة.. فكل شخص يظهرُ أفضل ما لديه تجاه الجنس الآخر و هذا أمرٌ طبيعي وخصوصا أن الجميع يسعى لأن يرى تلك النظرة المثيرة.. نظرةُ الإعجاب!
عندما تتحكم في وعيك و أحاسيسك تجاه الناس وترزق بنعمة التمييز بين الشخص الصالح و الطالح فقط إكتسبت مهارة عالية تجعلك تستمتع بكل شئ دون أن تفسد مفهوم الحب أو الإعجاب أو ربما الكراهية التي لا أنصح بتعايش معها لأنها مهلكة لنا كبشر و مصدر طاقة للشيطان.
قيل لي سابقا :" أحبُ الحب لأنه يجعلني أبتسم دون جهد" .. كانت هذه عبارة لإحدى صديقاتي التي كانت تستمع ونحن نناقش موضوع الحب ككلِّ للقاء لنا، فقلتُ لها ضاحكة : الحب ليس له تعريف أو إطار محدد فقد أكون في إنسجام مع شخص بحكم لنا نفس الميول و الثقافة ونتوهم أنه الحب ثم ممكن جدا أن تجد ٢٪ المحظوظين الذين يقابلون الحب الأفلاطوني فتجدين تعريفها مختلف له!
نذهب للمتزوجين تجدين نوعين : النوع الأول لا يعرفه و الثاني يعرفه لكن عاشه او يحاوله أن يعيشه مع الطرف الثاني.. فالحب يبقى مجرد محاولات حتى نتيقن أنه ليس مجهودا أو حظ بل هوا تقبل و رضا بكل مكنونات ذاك الشئ أو الشخص!
قالت لي : تعريف معقد.. بالنسبة لي الحب حب ورود و كلام منمق وخلاص!
ثم أكملت وهي تنظرُ لي بجدية : " أعرف فقط أنه قرار يمنح لي فرصة ان أحب ذاك الشخص يعني أن أعيشه بكل تفاصيله و أن أستهلكه لآخر نفس "
قلتُ مستغربة : وإذا رفض هذا الحب.. كيف ستتصرفين؟!
قالت : كأنه لم يكنْ فأنا كمولد طاقة أعطى و لا أنتظر أن آخذ و لا أرفضُ ذلك أيضا.. لا تقلقي فعشاق الرومانسية أكثر من محاولاتي البائسة"
فينتهي اللقاء بعدَ إسقاطِ كل الأفكار على طاولة المقهى مع بقايا الطعام و ننفض أجسادنا متجهين للواقع الذي يجعلك تخلع نعليك و تمشي حافيا حتى تحسَ بمعنى آخر للحب و تطور منه دون الحاجة لأن تعطي أو تستهلك أو تقاوم.. حب الذات وهوَ أمرٌ سهل وصعب يعتمد على رغبة الشخص في العيش دون أن يتمَ إحباطه أو إستغلاله.
-
بسمة.