معاناة الأديب الناشئ
وراء كل أديب عملاق أديب ناشئ يبحث عن التألق
نشر في 14 أكتوبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا يزال الأدب فن راقي،يجعل من الأديب فارسا للمجتمع،فهو يستلهم ويستمد فكرة من مجتمعه فقد قيل إن الشاعر وليد بيئته ومفخرة ذويه فهو ضرب معهود فيه عند العرب قديما ،هذا ما قلته في نفسي حينما انتهيت من قرأت رواية"الجليد المحترق" لقلم جديد مستوح بوحي من الكاتبة الناشئة" خدوسي صاليحة" الذي وطأته خلال درستها الجامعية.
لقد طرحت الرواية في ذهني أسئلة كثيرة ،بدأ من العنوان دخولا إلى المضمون فأعجبت كثير لذالك الفن الراقيالمستوحىمن الروائي مولود فرعون ومولود معمري ،وهذا ما تيقنت منه عندما تغلغلت في طيات هذا الكتاب،وهو الكتاب الذي لم أشأ أن افرغ منه إذ وجدت في ذاته المتعة والتشويق لتسلسل أحداثه ووقائعه ، أين تدور أحداث الرواية في أحد جبال ولاية بجاية ،وهي منطقة بني معوش المعروفة بجهادهاونضلهافي سبيل الوطن.
حقا جليد يحترق ،كيف لا وهو يصفالمرأةالجبلية حيتها،والمعتقدات السائدة تجاه المرأة عند المتجمعات القبائلية خاصة الجبلية منها ،أعجبت بهذا الكتاب كثيرا سيما كنت ممن يكره أن يقرأ لهؤلاء الكتاب، بحجة أن كتبهم ليست كتب دراسة ينبني عليها أي عمل أدبي، ولا هي كتب دراية تستسقى منهم حكمة بالغة قد تنفع في الدنيا قبل الآخرة.
شأت الأقدار إن تعرفت على هذه الكاتبة، وجرى بيننا حوار مطول وددت أن أتعرف على أهم العراقيل التي تجعلها تتعثر في طريقها، فكان هذا التساؤل فاكهة حديثنا
عقبات تجعل من الأديب الصغير يعتزل فن الأدب،سيما أن الأمم الغربية تفرح بأدبها الصغار وتعطي لهم دفعة كي يبدعوا في مؤلفاتهم، فقد سمعت ممن أثق بهم في فرنسا أن الأديب الناشئ تتكفل الدول الفرنسية بنشر عمله في أحسن دار نشر،وتشهر به في التلفزة الوطنية،وهكذا كي يصبح فقط أديبا مشهورا كباقي أسلافه،والنتيجة أن فرنسا من بين الدول التي احتضنت جائزة نوبل للأدب.
أما عندنا فالأديب الصغير عليه أن يمتلك حصيلة دراهم فينشد ،ويبحث عن دار نشر تلاءم حاله فبعدها وجدها،لا تقبل عمله إلا إذا كان مشهور،أو يملك احد من المعارف كي يشفع له شفاعة حسنة ،وإذا قبلوا عمله الأدبي نظروا أإذا كتب باللغة الفلانة أم الفلانة وبعد هنا وهناك، بأتي طبعا وقت الدفع فوقتها يعرف ذالك الأديب انه نقد ورقم صعب في تلك الدار أليس، هذا مشكل عويص يصعب حله، متى ننظر إلى الأديب بعين الرأفة والرحمة إلا متى تطمس أعمال تضاهي أعمال جوته الألماني وشكسبير الانجليز وهجو الفرنسي.
يجب أن يشف الأدب عن الأديب شفوف الكأس الصافية عن الشراب، حتى لايرى الرائي بين يديه سوى عقل الكاتب ، نعم أليس من أشهر المناهج النقدية تلك النظرية المعروفة "نظرية موت المؤلف" ،التي مهدت إلى تلك المناهج النقدية المعاصرة وهي نظرية تنظر فقط في العمل الأدبي .
ولدينا أيضا مشكل التشهير الذي يعاني منه أغلب الأدباء الصغار فأينما توجهوا غلقت الأبواب وصفدت وأسمعوا كلام ميئوسا منه ومثبطا يجعله يعتزل الأدب ولا يذكر اسمه حتى ،علاوة على مشكل النشر في المكاتب والتدقيق اللغوي والطباعة البذيئة......
كم من أديب صغير همشت أعماله فلقت صدا واسعا بعد ذالك،وأذكر على سبيل الاستدلال الأدب الذي احدث ثورة في الأدب العالمي ،الذي طالما عزل أدبه في العشرين ،ولكن لقت صدا واسعا فارتقت ، ونالت جائزة نوبل للأدب بكاتبة "مائة سنة من النسيان" للغارسيا ماركيز
نعم وراء كل أديب ذاع صيته أديب مهمش يسعى لبلوغ العلى
-
Mouloud kasmiطالب جامعي متخصص في الاعلام الالي ومولع بالادب العالمي
التعليقات
نعم الاخلاق هى اساسيات التعلم
قال الشافعى رحمه الله
من لم يذق مر التعلم ساعة تجرع مرارة الجهل طول عمره
وقال الامام على
ففز بعلم تعش حيا به ابدا فالناس موتى واهل العلم احياء
وقرات عن حياة الحكماء فى الصين
يكتبون اعمارهم بما سطروا من علم وتركوا من أثر
قالها الامام القرضاوى فى كتاب العلم والحياة
وقيل
مررت من هنا فاترك لنا اثرا وعظ بعد الفهم واستقى من الصبر
وزاحم للركبان احصنة عداءة لا تكن تابعا بلا فهم ولا قدر
وما اخلاق الفهم مدركة الا من تطاحن الفكر مع عصارة العمر
وكن صبورا عند منغصة تفز بما ترضى كما تجنى اطايب الثمر