تهاوت اسعار النفط ادى الى تهاوي القدرة الشرائية للمجتمع الجزائري وتدهورة مؤشرات الاقتصاد الكلية والجزئية, وانخفض سعر صرف الدينار مقابل العملات الاجنبية بشكل رهيب, سألت نفسي باستغراب هل الجزائر تسير نحو الافلاس بسرعة اكثر مما كنا نتوقع, ايعقل قبل اشهر قليلة كانت لدينا افاق كبيرة بمشاريع تنموية ضخمة, وفجأة جفوة من غفوتي وقلت لنفسي لماذا حدث هذا الانهيار في اسعار النفط ولماذا لم تستعد الجزائر الى هذا اليوم .

هل تعلموا ان 98% من مداخيل الجزائر هي من الجباية البترولية, ومنذ الاستقلال الى يومنا هذا ومازالت الجزائر تعتمد على مداخيل البترول وبنفس النسبة من المداخيل, فالتاجر الذي يريد ان يتجنب الافلاس عليه ان ينوع مصدر رزقه والسفيه الذي لا يستطيع ان يتصرف في ماله فان الشرع اوكل من ينوبه , والسفيه هو الذي لا يحسن التصرف في ماله فمابالك باموال الشعب, فهل ابتلين بهذا لا قدر الله.

خلال خمسة عشر سنة صرفة الجزائر 800 مليار دولار اي ما يبني لنا مدن جاهزة بمرافقها و جميع انواع بناها التحتية بما فيها المصانع, لكن للاسف لم نرى اي شئ من هذا القبيل سوى طريق سيار شرق غرب الذي بدأ ينهار جرا المواد المغشوشة مما ادى الى تحويل صفقاته الى اروقة القضاء, ناهيك عن قضية الاختلاسات الكبرى المتمثلة في سونطراك 1 وسونطراك 2 وسونلغاز ونفطال والجزائرية للمياه هذا ما جنيناه خلال هذه المرحلة, اين المستشفيات التي وعدنا بها, هل تعلم اخي القارئ ان المسؤول الجزائري عندما يتعرض لوعكة صحية يذهب الى اوروبا وبالاحرى لفرنسا من اجل العلاج و العسكري يذهب الى مستشفى عين النعجة المخصص للعسكريين بالعاصمة للعلاج والذي يعتبر مجهز نسبيا, اما المواطن البسيط فانه يموت موتا بطيئا, وهل تعلم ان اكثر من خمسة عشر الف طبيب جزائري يعملون في فرنسا لوحدها ناهيك عن اوروبا وكندا والولايات المتحدة الامريكية ...الخ, هل عجزوا صناع القرار في الجزائري عن جلب هؤلاء الخبراء من اطباء ومهندسين وتربويين وعلماء...الخ ام انهم لا يعيرون اهمية لمثل هذه الامور,حقا من خلال قراءاتنا للمشهد الجزائري فاننا نلاحظ ان صانع القرار في الجزائر نظرته قصيرة جدا, لان بناء الوطن تأتي عن طريق النظرة البعيدة النظرة المستقبلية للاجيال القادمة, وكما تقول الدراسات والبحوث العلمية اننا ندرس الحاضر من اجل المستقبل وللاسف الشديد فهؤلاء لا درسوا الحاضر ولا اهتموا بالماضي وبالتالي ضيعوا المستقبل.

..... معذرة تذكرة هناك من اهتم بالماضي حيث خرج علينا احد جنرالات الانقلاب يتهم بعض رفاقه بأعطاء الاوامر بالتعذيب وبتوقيف مسار الانتخابات في تسعينات القرن الماضي وبالقتل وبالتزوير...الخ, وقبلهم تراشقا ما يعرف بالنخبة أو ما يسمى بالسياسيين بالتهم والكلام الفارغ والتنابز, سألت نفسي مرة اخرى هل هؤلاء هم من كانوا ولا يزالوا يتقلدون المناصب والمراكز السيادية السامية في هذا البلد؟

نعم هؤلاء هم من يخطط ويسطر ويأمر وينهى, وهل هناك غيرهم, هم من اوصلنا الى هذا الحال ولا نعرف الى اين نتجه, حتى خبراء الاقتصاد عجزوا عن ايجاد حل للخروج من هذه المعضلة لانهم عجزوا عن توظيف المشكلة في حد ذاتها, ولإنهم لم يفهموا طبيعة الاقتصاد الجزائري, وقبل هذا لم يفهموا سياسة النظام في حد ذاته.

ذهبت الى فراشي للانام مثقلا بهمومي وهم بلدي, بينما انا مستلقي على السرير تذكرة خطاب الرئيس في ولاية سطيف عندما قال طاب جنانا (ومعنى طاب جنانا اي ان جيلنا كبر فلا بد له ان يرحل) حان وقت تسليم المشعل للشباب وكان هذا الخطاب القاه في سنة 2012 وقلت لنفسي بعد مرور ثلاث سنوات من هذا الخطاب فهل حقا طاب جنانه كما قال, وهل اخذ الشباب المشعل, وقلت لو ان جنانه طاب لما ترشح الى عهدة رابعة, بينما انا هكذا تذكرة احد المصطلحات التي اصطلحت في القاموس الجزائري وهي كلمة "فقاقير" وهي من ابداع الوزير الاول ويقصد بها جمع فقير, فقلت في نفسي نعم نحن الفقاقير فهل هم سفافيه.