فنجان قهوة كل صباح - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فنجان قهوة كل صباح

عندما تصبح كل أيامك نسخة كربون من يومٍ ما.

  نشر في 22 شتنبر 2016 .

يأتيني مرارًا وتكرارًا، ما ينتهي إلاَّ ويعاود الظهور من جديد، وكأنَّه لم يختف في الأساس، من كثرة تكراره أيقنت أنَّه جزء لا يتجزأ من حياتي، يأتيني وسط العمل فيأخذني بعيدًا، وأنا أشرب الشاي بعد وجبة دسمة دون أن يستأذنني، وأنا في أسعد لحظات حياتي، يرافقني وأنا أشاهد فيلمي المفضل، بيني وبين هذه اللحظة المفضلة عشقٌ لا ينتهي ولا يوصف، حالنا كحال فردين في زواجٍ كاثوليكي لا ينتهي إلاَّ بالموت وليس به طلاق، عقلي الذي يفكر في كل شيء لا يستطيع أن يفعل شيء، عندما يقرع بابي وكأني شخص ميت إكلينيكيًا، لا جسد يتحرك، لا أعضاء تتحرك، إلَّا بمقدار ما تتحرك فيَّ من أجهزة طبية.

حالي كحال شخصٍ يمسك جواله، ويتصفحه، ما أن يفتح تطبيقٍ حتى يغلقه، ويفتح آخر، حتى التي توه قد أغلقه قبيل لحظات، فيسأل نفسه سؤالًا ماذا أفعل؟! وتوي قد أغلقت جوالي قبيل لحظات، وها أنا أفتحه مرة ثانية!، فينهض قائمًا كالأسد الجسور، يحضر بعض الكتب من مكتبته، يتصفح فيها دون أن يقرأ، يقرأ دون أن يعي، يبحث عن شيء يخرجه من الحال الذي وصل إليه، حاله كحال مروحة سقف في شقة في الدور السابع في عمارة نائية ليس بجوارها أخواتٍ فتطل عليها الشمس من جميع الجهات، لتشع هذه المروحة حرارة تزيد عرق من يجلس تحتها، يذهب إلى سريره ويُلقي نفسه عليه كما يلقي ملابسه عندما يكون عائدًا من عمله في يومٍ هو غاضبٌ فيه.

وبينما هو في مرحلة التيه يغوص، ولا يجد من ينقذه، كغريقٍ في مكانٍ ليس به غواصين،

 تأتيه مكالمة من صديقٍ

ألو، كيف أنت يا عمرو؟

الحمد لله

ماذا تفعل؟

لا أفعلُ شيئًا

سأمر عليك بسيارتي

هل نذهب للمقهى، أم عندك وجهة أخرى؟

أي مكان تذهب إليه يا سمير، أهم شيء أن تأخذني مما أنا فيه

اختر مكانًا يا عمرو، ما كلمتك إلاَّ لأني لا أجد ما أفعله

هههههه، حتى أنت يا سمير لا تجد ما تفعله!!!

نعم، لا أجد ما أفعله، أنا تائه، ومتخبط، وعندي فراغ أورثني مللًا قاتلًا لذلك كلمتك.

هههههه، كلمتني وأنا مثل ما تحكي أو أكثر منك!!وماذا نفعل الآن؟!!

نتصل على صديقنا محمد، لعلنا نجد عنده علاجنا

وإذا وجدنا حال محمد كحالنا، ماذا سنفعل حينها؟

حينئذ، سأوصلك لمنزلك، لتدخل في دائرة فراغك كما كنت قبل أن أكلمك، وسأذهب لمنزلي أجلس على كرسي المتأرجح، وحولي الكتب المبعثرة، حيث فنجان قهوتي الذي مكانه منذ يومين، وقشر الفول السوداني المبعثر على السجاد، ملابسي المتناثرة في كل أطراف الغرفة.

حينها أريد مللًا ماتعًا، فالفراغ لدي كفنجان قهوة أرتشفه كل صباح. 



   نشر في 22 شتنبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا