إقطعوا الحبال.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إقطعوا الحبال..

  نشر في 15 يونيو 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

إقطعوا الحبال .. 

ماذا يحدث حينما أقول لك كلمة 'حبل' ؟؟ ماهو أول شئ طرق باب عقلك ؟ خذ لحظة من التفكير ثم تابع القراءة .. نعم سأنتظرك.


حسناً الآن سأتكلم عن الحبل، تلك الذات حدّين شأنها شأن السكين أداة، هو مجموعة خيوط مترابطة مضمومة و مشدودة بقوة حيث نستخدمها كيفما أردنا .. و هذا ما يجعلها بحدين، فإن استخدمناها علي سبيل المثال للجر أو للربط، قد تكون خيراً أو شراً..

و لكن هل من الممكن أن تكون الأحبال لا مرئية ؟ أظن أن إجابتنا متوافقة و هو بالجزم بنعم، نحن نربط أنفسنا بالعاطفة تجاه أشياء أو أشخاص أو ما شابه من الأنواع تلك. 

مثلاً قد نغتاظ من صوت خشخشة الفلين في الحائط أو نغتاظ من صوت حكة أبواب الألومنيوم بعضها بإطارها و تقشعر أبداننا من هذين الصوتين (تماماً كما قشعر بعضكم الآن حين تذكر الصوت) لا إرادياً، و قد نغتاظ أيضاً من صوت إطارات السيارات بعد ضغطة شديدة من أقدامنا على المكابح، كفانا غيظا أليس كذلك ؟ حسناً، قد نفرح من صوت ضحكة طفل، و نفرح من صوت إنبعاث الغازات الثائرة من زجاجات الصودا عند فتحها، و أيضاً لربما نفرح من طقطقة حبات الذرة داخل الإناء و نكون متحمسين كثيراً لأكل الفوشار بعد ذلك، كل هذه الأمثلة و غيرها كفيلة بتغيير مشاعرنا ببساطة حدوث هذه الأحداث السالف ذكرها.


نأتي الآن لما نفعله دون علم و نضر به أنفسنا، و هو ربط مشاعرنا بأشخاص !! قال شخص ذو شأن قديماً أن من أراد العيش هانئا فلا بد ألا يربط سعادته بأحد مطلقاً و إنما يربطها بأهداف و إنجازات. أوافقه الرأي جداً صراحةً لأن مشاعرنا ليست كلعب الدمي نضعها في يد شخص لا يستطيع تقديرها كما يجب، بالله لمَ أربط سعادتي بسعادة شخص آخر ؟ أو حتي بمشاعر شخص آخر ؟ هل من العدل أن أكون سعيداً ف تأتيني مكالمة هاتفية من شخص ما ف تُصير من مزاجي كما يُصير الحبرُ في الماءِ ؟؟ هل عدلاً أن تكون أولوياتي سعادة شخص و لا تكون سعادتي من أولوياته و تصبح حياتى غير مستقرة المشاعر ولا أذوق طعم البال المستريح إلا نادراً و ذلك لأنني طوعاً ربطت سعادتي ببنصر ذلك الشخص ؟ تباً لى أوليس في ذلك العالم الفسيح ذو بلايين الأنواع من الكائنات الحية و منهم 7 في البشر من يوافقني تفكيري؟ لم أنا معقّد هكذا ؟ أنا لن أستقيل عن الأمل و لكن سأستقيل عن ربط مشاعري بأشخاص، بالناس مهما كانوا، بالأهل حتى لن أتراجع !!

إقطعوا حبالكم إن أردتم الراحة، إقطعوها و كونوا أحراراً أسياد أنفسكم ولا تقبلوا بدكتاتورية العلاقات الغير منتظمة التى يتحكّم فيها شريككم كما يحلو له بلا مراعاةٍ لما تحويه الفجوات التى بين ضلوعكم من ظلمات تكوّنت من كلمات قالها أو أفعال قام بها أو وعود قطعها و قطع بها لم يوفْ.

أما أنا ف عذراً لن أقطعه، قد أتركه، و قد أجعل منه سُمّاً أتجرعه جزاءً و عقاباً لى علامَ تسبّبت فيه لنفسى، أو سأمسكه من طرفه و أجعل منه ربطة عنق جميلة كتلك التى رأيتها يوماً فى أحد الأفلام صغيراً و كنت متعجبّاً كيف يتأرجح الشخص من ربطة عنقه ؟ و الآن بدا لي كيف، فلربما أراد أن يتذوق ختاماً كيف تكون الحرية فى الحركة و لربما أيضاً كانت تغمره السعادة .. من يدرى !؟


(تمتد يدى لتبدأ بالربط...)

دُمتم بخير.



   نشر في 15 يونيو 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا