بعد مسيرة سنوات طوال وبعد التجربة والخطأ وكثرة الاحتكاك طوال اليوم يكتشف اثنان انهما متشابهان فى بعض الاشياء .. فى كثير من الاشياء .. فى كل الاشياء !

ينجذبان، تنشأ علاقة ثنائية صادقة بينهما .

بعد مسيرة سنوات طوال وبعد التجربة والخطأ وكثرة الاحتكاك طوال اليوم يكتشف اثنان انهما متناقضان فى بعض الاشياء .. فى كثير من الاشياء .. فى كل الاشياء !

وكما ان المغناطيس ينجذب موجبه الى سالبه، ينجذبان الى بعضهم البعض . وتتكون علاقة ثنائية صادقة بين الاثنين ..

بعد مرور الايام يبدأ الخلل بين كفتى الميزان، بقدر ماترتفع الاولى تنخفض الثانية، طرف يكتسب القوة ويسعى فى ظهورها، والطرف الآخر يعتمد عليه فى كل الامور، تظهر عليه علامات الليونة والرقة، وهكذا تسير السفينة، القوى والضعيف، القوى هو الذى يحمى الضعيف ويبسط عليه حمايته وهو فى غاية الاستمتاع بهذا الدور، والضعيف هو الذى يلوذ تحت جناح القوى ويستمع ايضا بهذا الدور ..

وكأى شئ لا يدوم .. يمل احدهم من الآخر، يتلمسون لبعضهم اللمم وصغائر الاخطاء ..

ينفر و يبتعد عن زميله لانه عندما يتكلم لا يترك مسافه بين الرأسين .. يجبره على ان يشم رائحة فمه الكريهة ، وهذا قلة ذوق !

ينفر ويبتعد عن زميله لأنه يخرج اصواتا من فمه وهوا يأكل ، وهذا قلة ذوق !

ينفر ويبتعد عن زميله لأنه يتكلم بصوت عال ويلفت انتباه من حوله اليهم ، وهذا قلة ذوق !

ينفر ويبتعد عن زميله لأنه ثرثار فى حديثه فيتكلم اكثر مما يستمع ، وهذا قلة ذوق !

هؤلاء - من وجهة نظرى - اناس لم يختاروا بعضهم بعضاً، قد فرضت عليهم الظروف ان يتعايشوا، يظهرون لبعضهم المحبة والمودة، لا يتقبلون انفسهم فى دواخل اعماقهم، هذه من ضمن المشاكل التى يثيرها التعايش المصرى التى لا دواء لها الا الصفاء، قلما تجد شخصاً تبوح له بأسرارك التى تشغل عقلك وتؤرقك ليلاً ويسترك .. قلما تجد شخصاً تبكى امامه بحرقة والم ولا يستصغرك ، لم يعد احد يستمع اليك إلا انت، انت صديق نفسك إلى الأبد ..