الجامعات ومجتمع المعرفة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الجامعات ومجتمع المعرفة

مفهوم الجامعة كصانعة للمعرفة

  نشر في 10 غشت 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

أصبحت المعرفة في عالم اليوم الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف القيمية للإنسانية، كالحرية والعدالة والمساواة وكرامة الإنسان، كما أنها العامل الأساس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا يعني أن للمعرفة دوراً إنسانياً وتربوياً، أما دورها الإنساني فيتمثل بتأكيد إنسانية الإنسان، (أنا أعرف إذاً أنا إنسان)، كما أن للمعرفة دوراً تربوياً يتصل بما تقوم به المؤسسات التعليمية من دور إزاء توليد المعرفة ونشرها وتوظيفها، وهو ما يطلق عليه اليوم "بضاعة المعرفة"، أي تلك المعرفة الناتجة عن اكتساب العلوم المختلفة، والبحث العلمي والاختراع والابتكار في شتى مجالات الحياة، مما جعل المنافسة تتزايد داخل قطاع التعليم على مستوى العالم حيال عملية تأهيل وإعداد الكوادر البحثية من أجل إنتاج المعرفة، وامتلاكها في ظل تصاعد التنافس حول بناء مجتمعات المعرفة.

من جهة أخرى فإن الجامعة تمثل اليوم منطلقاً أساسياً لتوصيل ونقل وتبادل المعرفة والمعلومات وصناعة الموارد البشرية، ولأن البيانات والمعلومات والمهارات والقدرات والقيم تمثل عنصراً مهماً في الحياة البشرية، فقد أصبحت اليوم في عصر التكنولوجيا أكثر أهمية، بحيث لا يمكن الاستغناء عنها في أي مجال من مجالات الحياة، وعلى وجه الخصوص في المجال التربوي والتعليمي، فهي المادة الخام للمناهج التعليمية، وهي الأساس للبحث العلمي، وهي القواعد لاتخاذ القرارات الصائبة، كما أنها أولاً وأخيراً تمثل عنصر القوة والسيطرة، وبالتالي فإن الجامعة لابد وأن تتمثل هذه البيانات والمعلومات والمعارف والمهارات في سياساتها واستراتيجياتها حتى تصبح قاطرة التقدم، والدعامة الفكرية التي تستشرف المستقبل، وتكون قادرة على إعداد الأجيال المتعاقبة وتكونهم وتؤهلهم، وتستطيع حل مشاكل المجتمع من خلال معايشة حقيقية لها، وتفاعل خلاق معها، وتفهم موضوعي لأبعادها.

وفي هذا السياق يؤكد (مدكور، 2003) إن حضارة القرن الواحد والعشرين هي حضارة المعرفة، فالمجتمعات القوية في هذا القرن هي المجتمعات التي تستوعب المعرفة، وتنمو على أساسها، حيث الأدمغة العارفة هي الطاقة المستقبلية والثروة البديلة، وهذا يوجب على الجامعات الحكومية السورية ضرورة التحول من مستوى التعامل مع البيانات والمعلومات إلى مستوى بناء المعرفة، وصولاً إلى مستوى القدرة على اتخاذ المواقف في مختلف القضايا. فالشائع عندنا هو التعامل مع مرحلة البيانات الخام والشغل عليها لتحويلها إلى معلومات – فذلك ما يتوقف عنده البحث الوصفي في جامعاتنا – فتبقى المعلومات مكدسة دون تشييد لنظم معرفية ذات معنى وقابلية للاستخدام الوظيفي، ولهذا عُرفَت الجامعة بالمفهوم الحديث على أنها "مجتمع واسع لإنتاج المعرفة واستثمارها، كما أنها المكان الذي تصقل فيه المواهب العلمية والابتكارية، وتنمو فيه القدرات وتكتسب في فضائه المهارات، وتشبع الأفكار الإبداعية وتعد القيادات المجتمعية".

من التصور السابق لمفهوم الجامعة بوصفها صانعة للمعرفة، يتضح أن قيمة المعرفة التي تعمل الجامعة على توليدها ونشرها واستخدامها تتحدد في نوعية مدخلات المنظومة الخاصة بها، فإذا كانت المدخلات تحمل مواصفات الجودة والاعتماد فإن المخرجات (المعرفة) سوف تكون رافداً أساسياً من روافد بناء مجتمع المعرفة. 


  • 1

   نشر في 10 غشت 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا