الغائبة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الغائبة

  نشر في 23 مارس 2019 .

اسيرة بين الجدران..  يئن صراخها المكتوم.. شعرها الاشعث المتدلي من كل جهة عبثات خطوطآ متداخلة نقشتها علي الجدران في حالة خوف.. 

عيناها المخضبتان بالدماء..  تنظر بهما الي المرآة يشتعلها الغضب علي منظرها المذري تحطم زجاج المرآة بقوة حتي تناثرت شظايا الزجاج و تداخلت في يداها.. تنهال الدماء علي كفيها و هي لا تشعر باي الم.. و كانها تبلدت الشعور.. 

يبعثر الاوراق قي كل موضع..  اكوام الرماد قد ملئت الغرفة بعدما اشعلها الليلة الماضية.. 

اثار الحرق بادية علي وجهه و جسده..  تصرخ فيه بغضب بعدما قد فاض بها الكيل.. و دمر بيتها الصغير.. 

اكوام شاش قد ربطت يداها باحكام.. كانت لا تقوي علي الحركة من فرط النزيف.. تنظر حولها الي شظايا الزجاج المتكسرة المتناثرة في كل موضع.. 

يقف امام الموقد..  تناثرت منه الرماد من كل جهة.. تمتد تلك اليد الخلفية..  التي تجذبه بعيدآ و يتعالي صراخها المدوي.. 

تفر الي الطرقات و هي بقايا ادمية..  تلاحقها نظرات الشفقة و التعجب.. ترحل عنهم جميعآ معرضة وجهها عنهم.. 

تسير علي سطح الجزيرة.. من حيث وصلت اليها من حيث لا تدر..  كان السكون يخيم ارجاء الموضع.. 

اسكنت جسدها موارية احدي الاشجار..تشيح بوجهها بعيدآ عن الالام الذكريات..  

 يسير بجسده المشوه بعدما افحمته الرماد.. كان لا يدر اين يذهب بعدما بات طريدا بلا مآوي.. 

قادته قدماه الي الجزيرة و هو يهوي الي اقرب موضع..  يراها بعينيه الجاحظة و هي سكينة اسفل الشجرة.. 

هي بملامحها الصغيرة الحزينة التي كان يسمع صراخها كل ليلة.. المسكينة نعتها الجميع بالجنون بعدما اعتزلت الجميع.. 

كان يعتريه نفس السؤال ما قصة تلك الصبية البائسة الذي اوصلها الي تلك الحالة المزرية.. 

تراه عيناه ذلك الشاب البائس الذي احرق منزله عبثآ و نعته الجميع بالجنون..  ماذا يخفي يا تري ورائه من اسرار.. 

يقترب منها بلطف و عيناه تملوءها الشفقة.. يجلب اعوادآ من الحطب و يشعلها قليلآ للتدفئة.. يجلس علي الارض و هو ينظر اليها بشفقة و عطف كان الاسي حل به..  ينظر اليها بحزن 

لماذا كنتي تبكين كل ليلة؟.. 

احيانآ نحتاج ان نصرخ بداخلنا و نترك ارواحنا تختلج السكينة.. هل فهمتني عزيزتي...؟ 

لست وحدك من تعانين يبدوا الامر مؤلمآ....  

لماذا احرقت منزلك؟... 

ربما احوي نفس شعورك عزيزتي..  مسكينة امي لم تعد تحتملني و طردتني من المنزل... 

لم اري امي قط كل ما ادريه انها طلبت الطلاق من ابي بعد ولادتي مباشرة للتزوج من عشيقها السابق و تركتني لوالدي الذي تزوج و اذاقتني زوجة الاب معني الحرمان.. 

مسكينة عزيزتي هكذا هم الاباء انانيون.. 

اجل اذكر ابي الذي عاملني كالعار لانني فتاة.. اي جهل  هذا ؟.. 

تنظر عيناها الي جذع الشجرة رطبآ فتتواري اسفله...  كانت تكتم داخل قلبها اسرارآ..  تآبي البوح بها... خطت بقايا الاشجار احرفآ حزينة لعلهاتنبت ما بداخلها.. 

تتذكر في قلبها مراحل الالام التي انطوت قلبها. كيف سمحت تلك الوقفة لنفسها بتعزيبها بالطرق البشعة.. 

لاذلت اثار الكدمات جاثية علي يداها و ارجلها.. تئن كلما رأتهم.. 

كان يخفي في قلبه رحلة الالام.. المسكين كان يعاني من المرض اللعين قي مراحله المتقدمة و قد يآس تمامآ من الشفاء.. 

ينظر اليها بحزن و هو يدر ان سيفارقها لا محالة.. يبتسم بحزن و الم :

اتمني ان تذكريني و ان فرقنا الرحيل..  

ماذا بك هل تخفي شيئآ.. 

اعتبريها وصية يا من فتنت قلبي.. 

في الليلة التالية كان الجسد مسجي علي الارض بلا حراك كانت تنظر له و هي تبكي بعنف.. تودعه بعيناها نظرة الوداع.. 

وارته بالرمال و هي تنثر حوله الزهور...  تنظر لنفسها بحزن..  تقع عيناها علي الشجرة تهوي يداها بها بقوة حتي ينسال منها الدماء...  تخضب دمائها ارض الجزيرة ثم تهوي علي الارض صريعة.. بعدما غادرت روحها المسكينة الحياة.... 








  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 23 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا