"مبارك عليكم.. فالنتاين" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

"مبارك عليكم.. فالنتاين"

فالنتاين هو عيد الحب نسبة للكندرجي فالنتاين!!

  نشر في 02 شتنبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

وجد نفسه أسير التناقض.. لكن لا ضير فالحياة مع الزهايمر أكثر جمالا من الحياة بدونه!!

خرج إلى الشارع فصدمه منظر الناس وهم يهرولون إلى أماكن لا يعرفونها..يتنقلون هنا وهناك ..في الأسواق ووسائل المواصلات والمصالح الحكومية ..لا أحد يعير اهتماما للآخر ...الكل يرتدي الملابس الحمراء ويحملون دببة وورودا حمراء..يصبغون وجوههم باللون الأحمر..

يال العجب!!

دخل إلى أحد المقاهي الشعبية ، الجميع هناك حمر كأنه الفحم المجمر..سأل عمه

رمضان" صاحب القهوة " هل قلبت المقهى إلى مطعم للكباب والنارجيلة ؟

فأجابه: " اليوم هو يوم الفالنتاين يا أخي ، لا اعلم كيف استطعت أن تخرج بملابسك هذه دون ان ترسم قلبا احمرا على قميصك وتحمل معك وردا احمرا"..اها, فهمت يا عم سام, الفالنتاين هذا هو يوم احتفال بنكبة 48ونكبة 67 ومذبحة دير ياسين وقبية وكفر قاسم وقانا والغوطة ووووو..يريدون تخليد الشهداء, أليس كذلك؟

لماذا لم يبلغني احد عن هذا اليوم العظيم, فالورود الحمراء والدببة الحمراء والملابس الحمراء كلها تشير أننا لن ننسى دماء شهداءنا أليس كذلك؟!..

ما بك يا أستاذ, لم افهم كلمة مما قلت..وضح لي لو سمحت؟ ما هذه الأرقام والأسماء الغريبة؟..ههههه, أنت تعاني من الزهايمر مثلي يا عم سام..اقصد رمضان!!..نعم يا بني , أعاني منه منذ سبعون عاما ونيف, ولا يزال يتفاقم ويشتد..

سأجلس على طاولتي المعتادة ، اطلب لي شايا بالميرمية إن أمكن.. ...فصرخ (تتح ) الجرسون: " شاي في مثل هذا الحر يا أستاذ ، لا يوجد لدينا إلا المشروبات الباردة ، الكولا والبيبسي والليمونادة"..حسنا لا أريد منك شيئا ,فقط افتح التلفزيون لنتابع احتفالات فالنتاين, بالتأكيد سيذكروا أسماء الشهداء والأبطال!!..ما هذا , ليس هكذا عرس الشهداء؟!..هذا ..., لن أكمل ؟! أليس عيبا أن يحتفلوا بذكرى النكبات والمذابح بهذه الطريقة؟!..لا أريد شيئا, لا شاي ولا زفت..

خرج من القهوة وهو يتلفت يمينا ويسارا ...ولم يضحكه سوى منظر بطن عمه رمضان وهو يتدلدل أمامه ( يا عم رمضان كنت أعتقد في السابق أنك تضع مخدة تحت ملابسك حتى ترعب الناس ، ولكنني الآن فقط تحققت بأنها بطن حقيقية ، وكأنك ابتلعت بطيخة بكاملها!!

فكر مليا إلى أين سيذهب...نعم, سأذهب إلى صديقي أبو الليل ..افتح يا صديقي جئتك زائرا..مرحبا بك ولكن ألا تستحي على وجهك أن تأتي في هذا الحر وفي هذا اليوم تحديدا؟..بالعكس, جئتك في هذا اليوم لنحتفل بذكرى النكبات والمجازر والشهداء!!

نظر إليه مندهشا..

( حتى أنت يا أبو الليل استغنيت عن ملابسك واستبدلتها بهذه الملابس, أنت تشبه طرزان الآن!!)

ابتسم في بلاهة ، ثم قال : " أدخل يا صديقي ، ودعك من البحلقة في ملابسي بهذه الطريقة "

- أنا أبحلق في ملابسك مندهشا فقط!! ، هل تعتقد انه يليق الاحتفال بفالنتاين النكبات والشهداء بهذه الملابس؟أم ستقول لي أنها ترمز إلى لون الدم كما قال غيرك؟..بالله عليك أليست تليق بي؟..ما شاء الله, هل تعتقد نفسك الان ديلون؟..وأنت كيف تراني؟..بصراحة أراك ممثل هوليود الأول "عمر النيب"..

والآن قل لي, ما خططك للاحتفال بفالنتاين النكبة؟..يبدو انك لا تعرف شيئا عن يوم الفالنتاين؟!..قالوا لي انه احتفال بشهدائنا في مختلف العالم العربي..أليس هذا صحيحا؟!..مع الأسف لا!!

فالنتاين هو عيد الحب نسبة للكندرجي فالنتاين!!

على الرغم من صداقتنا القديمة ، لكنني لم أسمع أبدا بأنك أجريت عملية جراحية في مخك عموما حمدا لله على سلامتك .

هل تشرب شيئا؟..لا, فقد شربت دواء الزهايمر, سأذهب للحمام لأستفرغه!!..فالحياة مع الزهايمر أفضل بكثير من الحياة مع عيد المواسرجي فالنتاين!!

أعوذ بالله ، هل أنت مجنون ؟

" هل جميع من في البيت يحتفلون بهذا اليوم على طريقتك ؟.."

" استيقظت من النوم وجدتهم يلبسون الأحمر ، قلت سألبس ملابسي الحمراء أنا أيضا "

أين الشاي يا أم الليل ؟ حاضر دقائق ويكون جاهزا, من يشرب الشاي في هذا اليوم ؟..انه صديقي , يبدو أن الزهايمر قد تفاقم عنده!! دخلت زوجته تلبس أحمر بأحمر..حتى الصينية التي تحملها حمراء, وإبريق الشاي احمر..وكأننا نجلس بين الجمر!! تفضل يا أستاذ, قالت زوجته..

هل لي بسؤالك يا أخت أم المغرب؟..أم الليل , هل نسيتني يا أستاذ؟..؟أم الليل أم المغرب كله ظلام !!..عموما, كيف تحتفلين بذكرى استشهاد أخويك فلان وفلان وابن عمك فلان وجاركم فلان وووو بلباس احمر وكأنك تحضرين عرسا صاخبا؟..صاحبك يا أبو الليل متخلف, رجعي, لا يواكب العصر والحضارة!! ..وماذا تريدني أن ارتدي بهذا اليوم ؟..آسف لا شئ , كل إنسان حر في لباسه!!

خرج إلى الشارع يقلب كفا على كف .." لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا جرى في الدنيا يارب ؟" وفجأة صدح الآذان من المسجد " الله أكبر ، الله أكبر " ....إنه آذان العصر .

دخل إلى المسجد ، فوجد المصلين بثيابهم ، ساترين عوراتهم وهم بين يدي الله .. صلى العصر ، ورفع الإمام يديه بالدعاء

" اللهم استرنا بسترك يوم القيامة ".. فقال في نفسه " يسترنا في الدنيا قبل الآخرة ".

خرج مع الإمام من باب المسجد ، وهو يستنكر ظاهرة الاحتفال بيوم فالنتاين ، فمن المفترض أن يصلي الناس ويدعون للشهداء بالرحمة والمغفرة وليس بالأغاني والهدايا ، " أليس كذلك يا شيخ ؟"

لكن الشيخ كان يتجاهله تماما ، كأنه ليس موجودا !!

...هاله صمته ، فقال له في قرف " هل توحمت أمك على قرد شامبانزي ؟".

"وقبل أن يشق رأسه بالعصا التي كانت يحملها ، أسرع إلى قسم الشرطة..

"ليبلغ عن حالة فضح علني في الشوارع العربية "

ماهر (باكير)دلاش


  • 4

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 02 شتنبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

§§§§ منذ 4 سنة
"ليبلغ عن حالة فضح علني في الشوارع العربية "
أبدعت... شكرا "زهايمر"
0
Dallash
ابلاغ عن حالة فضح علني ...لا حول ولا قوة إلا بالله
دام حضورك اخي
>>>> منذ 5 سنة
دائما ما يفاجئنا ازهايمر... هل هي البراءة؟ هل هي الفطرة؟ ... بتنا نرى بأعينهم و نسمع بآذانهم... و هم من بعد قتلهم لأرواحنا قتلوا هويتنا... فبتنا نحن هم و هم... هم. شكرا لوجودك ازهايمر... لعله يوقظ فينا شيئا من حقيقتنا. مقال جميل جدا. دمت متألقا أخي
3
Dallash
ودمت متألقة بحضورك اختي ..دام حرفك ودام حضورك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا