تبحث عمّن ستكون حبيبتك..أميرتك..عمّن سترعى أمرك و شؤونك..
بشجن ..تقولها..بصوت دامع تنطق بها..
جُبتَ أقطار الدّنيا..سافرتَ عبر وجوه نساء اقتحمن أسوارَك.َ.بحثا عن عينيها..
أتعبك التّرحال..أتعبك أن تنصب خيمتك عند قدم كلّ امرأة كُنتَ تظنّ بأنّها هي..
إنّك تعلم بأنّهنّ لسن هي ..و لكن أين هي؟؟
هي أقرب إليك منك..إنّك تحسّ بها،تسمع صوتها ،تشهد وجهها، تشعر بأنّها بين جفونك وبين أضلعك..قريبة منك هي..بعيدة عنك..ترى عينيها في أوراق الشّجر و في زخّات المطر..تقتحم كلّ ليلة سور خيالك..تملك قلبك بين كفّيها و لا تعرف أنّه لك..
لا تستقيل..ابحر في بحور عينيها بيقين..توشك أن تحتلّ جميع بيتك..أن تقتحم بعنف جميع حصونك..
إنّها نصفك الآخر الذي شاركك الحب و أنتما في عالم الذر..ثمّ افترقتما ..و كم كان الفراق صعبا..ثمّ نسيتما..اختفتْ هي.. و اختفيت أنت..و خضتما تجربة الحياة بحلوها و مرّها..كلٌّ منكما بعيدا عن الآخر..
دوّامة الحياة أنستكَ و أنستها بأنّك لها و بأنّها لك..
و تعلّمتما التّسامح و العطاء ،و طرقتما أبواب الخير معظمها..و فهمتما..
في طريقك للبحث عن ذاتك..كُنتَ تبحث عنها ..لأنّك هي و لأنّها أنت..
و فهمتما بأنّكما روحين لروح واحدة..و أنّه مهما طال البعد و تباعدت المسافات فستلتقيان ،إنّك تحمل لها عبر أثير الروح أشواقك لرؤياها..
تبوح لها بأنّك مُذ جئتَ إلى الدّنيا و أنت تبحث عنها لتلملم عمرا بعثره الحرمان..
تقول لها كم أتمنى أن أتوسّد أضلعك..أن أغفو على دقّات قلبك..أن أغرق في بحور عينيك لألقاك و ألقاني..
تُجيبكَ كم سيكون حظّي كبيرا حين سأعثر يا توأم روحي..عليك فلقد أضناني بعدك
و أرهقني البحث عنك في وجوه لا تشبه وجهك..و في قلوب لا تنبض بدقّات قلبك..
فمتى اللّقاء..متى الإتّحاد لحدّ الذوبان..متى سترجع الروح إلى مستقرّها..إلى سكناها..إلى بدايتها..إليك.
https://www.youtube.com/watch?v=-AUcwz-l5WM&feature=youtu.be
.