كان ميخائيل الابن الثالث لأبويه بين خمسة إخوة و أخت واحدة . كان أبوه مزارعاً ، و قد أخذ منه الصبر و القناعة و المسالمة و الميل إلى التأمل .
في حين ورث عن أمه الطموح و حب النفوذ . و قد أرسلته إلى المدرسة الابتدائية الروسية في بسكنتا حيث برع في اللغة العربية ، و كان أقصى ما تصبو إليه أن ترى في بيتها كتباً و دفاتر و أقلاماً و محابر .
ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين الروسية في الناصرة بفلسطين و في أواخر عام 1906 وصل ميخائيل نعيمة إلى ولاية أوكرانيا الروسية ، و بقي إلى سنة 1911 و نهل خلال هذه الفترة من معين الأدب الروسي و أعلامه الكبار من أمثال تولستوي و ديستويفسكي و تورجنيف و غيرهم .
و بعد عودته إلى لبنان التقى أخاه الأكبر ( أديب ) العائد - حينذاك - من أميركا لزيارة أهله ، فأقنعه باصطحابه إلى أميركا و وصل في عام 1911 إلى ولاية واشنطن ، حيث درس الحقوق في جامعة واشنطن ، ثم تخرّج فيها عام 1916 .
و لم يلبث أن ارتحل إلى نيويورك ليشارك في تحرير مجلة الفنون التي أنشأها ( نسيب عريضة ) .
و كان نعيمة يميل إلى الأدب منذ صغره ، لذلك لم يمارس المحاماة بعد تخرجه .
و إذ اشتركت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى انتظم نعيمة في الكتائب التي أُرسلت إلى فرنسا ، و بقي بها بعد الحرب نحو سنتين يدرس في جامعة ( رين ) تاريخ الآداب و الفنون .
ثم عاد إلى أمريكا ، فأسس مع جبران و رفاقه الرابطة القلمية و أُنتخب أميناً لسرها ، في حين ترأسها جبران .
شارك نعيمه بمقالاته و أشعاره و نقده في الصحافة المهجرية ، فقد أُعجب بمجلة الفنون التي كان يصدرها نسيب عريضة , و اطلع على رواية الأجنحة المتكسرة لجبران .
و كانت مقالته النقدية ( فجر الأمل بعد ليل اليأس ) ، باكورة مقالاته ، وقد رد بها على أحد الكتاب السوريين ، و من ثم أخذ يكتب في مجلات ( الفنون ) و ( السائح ) و ( السمير ) .
وفي ليلة العاشر من أبريل عام 1931 توفي جبران خليل جبران ، و في التاسع عشر من أبريل من العام التالي 1932 استقل نعيمه الباخرة من ميناء نيويورك إلى بيروت ، حيث استقبل في بلدته بسكنتا استقبالاً حاراً ، و لقي فيها احتراماً و تكريماً لمنزلته الأدبية .
و جُمعت أحاديثه و كلماته التي أُلقيت في احتفالات تكريمه في كتابه المسمى ( زاد المعاد ) .
و لزم نعيمة بلدته ( بسكنتا ) حيث عاش في عزلة أو شبه عزلة زاهداً في الدنيا و زخرفها حيث كان يقضي معظم نهاراته في أحد الكهوف - لذا لُقب بـ ناسك الشخروب - .
و لكنه لم ينقطع عن التأليف ، فقد زود المكتبة العربية بإنتاجه الأدبي الروحي ، و كان يقابل طلبة العلم بلطفه الذي عرف به ، و ظل يشارك بمقالاته في الصحف الأدبية ، كما شارك في عدة مؤتمرات أدبية ، منها مؤتمر عقد في دمشق عام 1956 و ألقى فيه محاضرة بعنوان الأديب الناقد .
https://www.nabdaqlam.website/2022/12/michael-naima.html
-
نبض أقلاممدون من الاردن يهتم بالثقافة العامة بشتى أشكالها