كنتُ أهيمُ يوماً أن الطريق سوفُ تُحال من السرابِ الى الحقيقة 

أِعتقدتُ حينها أنني سأنجو من الغرق بسفينةٍ تحطُ بي على مرساةِ الأمن .

رسمتُ أحلامي على طبقٍ من الأساطيرِ الممزوجةِ بالطفولة , وخُيِّل إلي أنني بالطريق المكتوب .

دونتُ التفاصيلَ , وحفظتُ الخرائطَ , وخبأتُ الأسرار . 

وكتبتُ أحداثَ ضحكَتي وأسبابها وتواريخِها ولعنتِها , 

حاربتُ أُريدُ الوصول , وناهضتُ أُريدُ العبور , كانت الأمنياتُ أخفُ مما أتمنى وأثقلُ من أن تُحمَل .

دُسَّ السمُّ في شراييني وباتت قوتي تحميني , لم أكن أعلم أن في السُمِّ النجاة وأني أبحرتُ الى الإتجاه الآمن , وأن لولا ذاك السُم ما أُزهرت أوراقي , وما أُضيئت أحلامي , وما أبتهجت إبتسامتي .

انهُ الإدراكُ يا سادة , نحنُ نرسمُ طريقاً ونحددُ مسارُه , ونوجه أفكارَه , 

ولكن ! بالحقيقة لا نعلم مدى إستمرارِه , إتزانه , وخيرِهِ وشرِهِ .

فُتِحَ الطريقُ لقلبي ببصيرِة الإدراك وكأنَّ فصلاً خامساً قد حلَّ على رُوحي , يُشبهُ الربيعَ، ممزوجٌ بأوراقِ الخريف وهواءِ الشتاءِ وشمسُ الصيف، وأمواجٌ في روحي، تتطاير الضحِكات وكأن حُباً أحبَني فاحتلني .

لا أضعَ السُمَّ في حديثي سأُبرهنُ ذلك : رجوتُ اللهَ من أجلِكَ كثيراً وها أنا أرجو اللهَ أن أرثيكَ قريباً , ولا اعتراضَ على ما يأمرُ الله . انهُ الكريم وأنت الإدراكُ اللعين .