أستبدلنا كوميديا الفن بالسخرية للوصول الى القمه النتنه

لقد عرف فن الكوميديا كفن مضحك وهادف وساخر نوعاً ما خاصة عندما تكون رسالته قائمة على متن من متون الحياة أو مشكلة أو قضية اجتماعية وإنسانية يتشارك الجميع بالاتفاق عليها, لذلك ففن الكوميديا من الفنون الهادفة التي خدمة الرسالة الإنسانية والفطرية التي نعيش من أجلها لكي نبقى كما خلقنا بطابع ومضمون إنساني سليم مطعم بالدين والأخلاق والعادات التي تزيد من تقويم ذلك الشخص الذي يبني أسره وبدوره تكتمل شريحة المجتمع.

بعكس ما تعودنا عليه, صار الاسلوب الكوميدي الساخر في مجتمعاتنا وبالأخص الخليجية باختلاف أنواعه مطلب يومي في حياتنا نتناوله كجرعه مسكنه لألام الحياه الكاذبة والمصطنعه. فالبعض يتعاطاه بشكل شبه أسبوعي والبعض بشكل أسبوعي والبعض بشكل يومي والبعض يكرره في اليوم الواحد والبعض مدمن. ويختلف المدمنين فالبعض مستخدم والبعض مستخدم ومروج والبعض مستخدم ومروج وتاجر والبعض تاجر وسياسي وبالأخص أذا كانت أهدافه لصالحه وهي بدورها تخالف المجتمع دين وعرف وتقليد وعادة, والمشكلة أن الاخر لا يعرف ولا يتوقع ولا يعي ذلك.

ولذلك أنعكس العمل الجدي وصار غير مجدي وغير مرغوب فيه في مجتمعاتنا لطرافة الاول وتخليه عن قيمه ولجدية الاخر وحرصه بالظهور بالأسلوب التقليدي. نحن بحاجة الى المرح والتجديد ولاكن أتمنى أن يعرف الجميع أننا لابد أن نكون منصفين ومفرقين بين متى وأين نستخدم أحد الأسلوبين والبعد كل البعد عن التخلي عن الاصل والمنهج عند إستخدام الإسلوب الكوميدي وجعل رسالته سامية خاليه من التطرف والشذوذ وذلك لخدمة الجميع وليس كما نراه من حب الظهور والسخرية والعمل على التخلي عن ما يملك الأنسان من مبادئ في سبيل الوصول الى الشهرة؟؟ نعم وصلت ولاكن بماذا وصلت؟

فرغم شهرت كل من كيم كردشيان و ستيفن هوكينج ولاكن هيهات فالفارق بين الاثنين كبير جداً بين من ينحني الناس تواضع له وبين من يمتنع الناس عن ذكره ومشاهدته والتحدث عنه حفظ لكرامتهم ومكانتهم.

أخيراً فالشباب لديه قدره وطاقة وحب المرح والتلذذ به وهذا ما يميزهم ولاكن ليتنا نقيم ما يملأ أوقات فراغنا ونتميز بما نشارك به لرسم الابتسامة على وجه الاخرين مع أخذ في الاعتبار جميع القيم التي تمثلنا وتميزنا عن باقي الشعوب ومن ثم أراهن بأن المبدع والجريء سوف يصل الى القمه بعيد عن السخرية والتخلي عن القيم الأنسانية التي تموت في أفواه وإبتسامة وأعين المهملين و اللامبالين في سبيل وصولهم الى القمه النتنه.

تحياتي لكم

بقلم أ/هادي سالم ال شريه