قصة وفاء - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قصة وفاء

قصة وفاء

  نشر في 14 مارس 2021 .

قصة وفاء

بقلم دينا عبدالقادر محمد الحلو.

❤🌻❤🌻❤🌻❤🌻❤🌻

تزوجت في سن صغيرة جدًا ؛ وهى لا تزال على مشارف المرحلة الجامعية الأولى وتحديدًا في سن الثامنة عشر؛ حيث كانت تقطن في قرية صغيرة تابعة لمحافظة من محافظات الصعيد ؛ وكان سلو البلد أنه بمجرد بلوغ الفتاة تصبح مؤهلة للزواج واتكوين أسرة !! وتقدم لها كثير من العرسان وكانت ترفض بحجة استكمال دراستها الجامعية ؛ إلى أن تقدم لها أحد اقاربها فلم تستطع الا الإذعان أمام إلحاح أسرتها الدائم عليها بأن تتزوج شأنها شأن كل بنات العائلة والقرية إذ كانت والدتها تخشى عليها أن يفوتنا سن الزواج مع انها لم تتعد العشرين بعد!! ولكن جرت العادة والعرف في هذه القرية أن من تتخطى سن العشرين دون زواج يكون قد فاتها القطار!! وبالفعل تزوجت الفتاة من قريبها الذي يعمل في إحدى الدول العربية؛ وكان انسانًا طيبًا متدينًا؛ ذو خلق كريم؛ طيب المعشر حلو اللسان؛ كريم لا يبخل عليها بأي شىء تطلبه أو يخطر على بالها ؛ورزقهما الله بطفلين؛ وعاشت معه أجمل خمس سنوات في عمرها ؛ولكن يشاء الله عز وجل أن يختاره لجواره إثر حادث إليم ؛ وتصبح صاحبة القصة أرملة وهى في سن صغيرة جدا لم تتجاوز الثالثة والعشرين بعد !! وفي غضون هذه السنوات توفى والداها ؛ وهى قد تخرجت في كلية التربية وعملت مدرسة لغة عربية بإحدى مدارس القرية لتجد ما تنفق منه على ولديها دون الحاجة لمد يدها لأحد او طلب المساعدة من أسرتها أو أسرة زوجها!! ولكنها ظلت تعيش في نفس مسكن الزوجية ؛تربي ولديها وتعتنى بحماتها -جدة أولادها -التي أصابها المرض وأقعدها الحزن على ابنها عن الحركة فلم تعد بامكانها التحرك من فراشها !!

وعاشت الزوجة الأصيلة التي ترملت في سن صغيرة جدًا على ذكرى زوجها الراحل تربي أطفالها؛ وتعتنى بحماتها التي كانت تعتبرها بمثابة أمها وتناديها(ماما) ؛ ورفضت الزواج مجددا مع أنها تقدم لها الكثير والكثير من العرسان الذين أجابوا بقصة وفاءها العظيم لزوجها الراحل ؛ ولكنها رفضتهم جميعا؛ وقررت أن تضحى بشبابها وتدفن مشاعرها وانوثتها في ردائها الاسود الفضفاض الذي رفضت أن تخلعه حزنًا على زوجها ووفاءً لذكراه الطيبة التي أبت أن تفارق قلبها ووجدانها؛ وحبها له الذي لم تمحوه الأيام ولا السنوات !!

قابلت في حياتها الكثيرين من الناس الذين أشاروا عليها بالزواج مجددًا ونصحوها بالتفكير في مسألة الزواج إذ أنها لا تزال في سن صغيرة جدًا وتحتاج لمن يؤنس وحدتها ويلبي احتياجاتها المادية والعاطفية؛ويكون لها الزوج والعون والصديق ؛ووالد ثان لأطفالها اليتامى؛ وأن العمر سيتقدم بها وستقل فرص الزواج يوما بعد يوم؛ وجمالها سيذبل وأطفالها سيكبرون ويرفضون أن تتزوج ولكنها رغم كل هذا الإلحاح لم توافق أبدا على فكرة الاقتران والزواج!! فذكرى زوجها الطيبة وخلقه الكريم وطيبة قلبه وحبه وكلماته لم تندثر مع مرور الأيام ولم تستطع أن تمحوه من قلبها بل كان حبها له يزداد بمرور الأيام والسنوات إذ كان رجل نادر الوجود صعب التكرار لا يمكن أن يعوض !!

كان ولا يزال حيًا نابضًا في قلبها لم يمت!

وكانت تعيش على امل اللقاء به في الجنة !!

دعوها وشأنها!!

هى سعيدة هكذا !!

تعيش على ذكرى زوجها الراحل!!

تستكمل وحدها رحلة الكفاح؛ تعمل وتكد وتربي أطفاله ؛وتخدم -وهى سعيدة -والدته المسنة وتذاكر لأطفالها كل يوم وتحلم أن تراهم في أفضل حال !!!

نسيت انها امرأة !!

وعاشت فقط أم لاطفالها !!!

انها قصة الكثير والكثير من السيدات المصريات المكافحات الصابرات المحتسبات

الف سلامة وتحية ❤

اعانكم الله على استكمال الطريق❤



   نشر في 14 مارس 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا