كيف تصبح أقل قلقًا حيال ما لا يمكنك تغييره؟
واحدة من أسعد اللحظات هي عندما تجد الشجاعة لتقبّل ما لا يمكنك تغييره
نشر في 25 غشت 2018 .
على مدى السنوات، كان عليّ التعامل مع مشكلة مُحبطة.
ربما تبدو لك كمشكلة شائعة، لكنها أرهقتني، كانت بعض الأيام صعبة للغاية، وشكلت اختبارًا حقيقيًا لصبري.
المشكلة هي: ألم الظهر المزمن.
كنت استيقظ كل يوم وفي ذهني فكرة واحدة: سأمر بالكثير من الآلام. وقد تدرجت درجة تلك الآلام ما بين: الانزعاج ... لتصل أحيانًا إلى (حرقان) شديد.
وكثيرًا ما كان ذاك الألم يُشتتني عن عملي، أو ينغص عليّ فترات التأمل وممارسة الرياضة، وأحيانًا يصل بيّ للاستيقاظ من النوم!
ربما تعتقد أنني قد اعتدت على ذلك، وأصبح ألم الظهر صديقي السمج الذي تعلمت التعايش معه. للأسف، لم يكن الأمر كذلك على الدوام.
لكنني تعلمت مبدأ هامًا عن المعاناة، وهو ما لخصه معلم التأمل Shinzen Young:
"المعاناة = الألم (×) المقاومة".
عندما يتعلق الأمر بالمعاناة التي نختبرها عند التعامل مع الألم الجسدي، نجد أنه ليس من السهل دائمًا التفريق بين الألم ومقاومة ذاك الألم.
في بعض الأحيان، تُجبرك الحياة على التعامل مع أمور لا يمكنك تغييرها. لذا اسمح ليّ أن أشاركك تجربتي في التعامل مع ألمي، ورغم أنك ربما -بفضل الله- لا تعاني من آلام الظهر، إلا أنك غالبًا تمرّ بشيء مماثل في حياتك الآن (وإلا ما كنت لتقرأ هذه المقالة!).
وسواء أكانت مشكلتك بسيطة مثل: التعامل مع زميلك الذي لا يُطاق في العمل، أو كانت مشكلة خطيرة مثل مرض الموت الذي أصاب شخصأ تُحبه. ففي كلتا الحالتين، تجد نفسك أمام سؤالٍ واحد:
كيف أغدو أقل قلقًا حيال الأشياء التي لا يمكنني تغييرها؟
فيما يلي أربعة أمور قمت بها للتعامل مع هذا القلق.
عقلك ... راوٍ عظيم!
فما أن تشعر بالألم حتى يبدأ عقلك في تخيل رواية عظيمة بقائمة من الافتراضات، برؤية شاملة، وجدول زمني حول الماضي والمستقبل.
فمثلًا حين كان الألم يغزوني أثناء العمل، كان عقلي يخبرني كيف سأكون متأخرًا في تسليم المشروع الذي أعمل عليه، وكيف أنني سأعجز عن التغلب على هذا الألم، إضافة لقائمة من الأمور الخيالية وغير ذات الصلة بالألم أساسًا!
هل مررت بشيء مشابه؟
إذًا فكل ما عليك فعله هو تدوين تلك السيناريوهات، وستبدأ بملاحظة أمرين أو ثلاثًا يتكرران كثيرًا. وهنا يمكنك مشاهدة الفيلم الذي يحاول عقلك عرضه.
التأمل في الألم والمقاومة
هل تذكر حين تحدثنا عن مقولة معلم التأمل Shinzen Young:
"المعاناة = الألم (×) المقاومة"؟
حسنًا! إن فهمك لحقيقة أنك "تقاوم الألم" تسهل عليك كثيرًا من تجاوزه.
كل ما عليك فعله هو طرح سؤال بسيط على نفسك: كيف سيكون شعوري إذا كان بمقدوري قبول هذا الألم تمامًا، فقط لبضعة لحظات؟
إذا انخفض شعورك بالألم، فمن الواضح أن ما تمرّ به كان (مقاومة للألم)، لكن إن لم يحدث تغيير ملحوظ في شعورك، فعندئذٍ يكون ما تشعر به حقيقيًا (لا من وحي عقلك)، لكن في الغالب تكون المقامة أسوء من الألم ذاته!
هل لما تشعر به إيجابيات؟
يبدو هذا السؤال غريبًا، لكن صدقني: حين تحاول أن ترى الإيجابيات في ما لا يمكنك تغييره، ستشعر بانخفاض مذهل في الألم الناجم عنه.
والأهم من ذلك: احتفل بالمكاسب الصغيرة
على سبيل المثال، كنت أردد دومًا كلما انتابتني موجة ألم: (يؤلمني ظهري اليوم، لكن على الأقل لن يمنعني هذا الألم من الذهاب إلى الصالة الرياضية)
وحين يمرّ يوم بمستوى ألم أقل، أردد في عقلي عبارة (الحمد لله، كان يومًا جيدًا، أنجزت الكثير من العمل، وكان الألم مقبولًا)
مارس التجاهل، وتعلم كيف تخسر!
هذه الخطوة رديفة لتلك التي تحدثنا فيها عن (التفريق بين الألم ومقاومته)، غالبًا ما كنا نتعلم كيف نكتسب شيئًا، لكن حان الوقت لنتعلم كيف نخسره!
وهناك طريقتان لفعل ذلك:
أولًا: كيف يمكنني التخلي عنه.
حين كنت أعاني من ألم في ظهري، كنت أتنفس بعمق، ثم أخبر نفسي أنني بخير.
ثانيًا: كيف يمكنني التدرب على هذه المهارة، بعبارة أخرى: جودة التوقيت.
على سبيل المثال إن كنت تقضي طيلة النهار قلقًا، ولكنك تعود إلى المنزل قبل موعد النوم بقليل، فهذا يعني أن توقيتك خاطئ. أما إن كنت تستمع لعقلك وهو يخبرك بأن ما تشعر به حقيقي، لتردّ أنت: لا ليس كذلك. فأنت على الدرب الصحيح إذًا.. وهو واحد من أهم الطرق في رؤية الأمور بنظرها الصحيح في التو واللحظة.
يُعد تعلم أن تصبح أقل قلقًا بشأن الأمور لا يمكنك تغييرها هي مهارة لا تقدر بثمن. من المؤسف أنه يجب علينا عادةً أن نتعلم ذلك من خلال التحديات الحقيقية ، ولكن جعل أفضل الأوقات الصعبة هو أحد الأشياء الجميلة حول كونك إنسانًا!
متى تعلمت أن تكون أقل قلقا بشأن أشياء لا يمكنك التحكم بها؟اخبرنا في التعليقات.
==================
المصدر: How to Be Less Anxious About Things You Can’t Change