علم الاجتماع هو علم يقع في مجال العلوم الإنسانية ، تمامًا مثل الاقتصاد والسياسة والأنثروبولوجيا وعلم النفس والتاريخ ، فهو يدرس السلوك البشري الجماعي ، مع وجود نقطة مشتركة مع العلوم الأخرى ، خصوصية علم الإجتماع أنها تلتصق بمنطق الظواهر الاجتماعية التي تلاحظها ، بينما يميل علم النفس إلى تفضيل البعد الفردي.
بالمقارنة مع العلوم الاقتصادية ، يقدم علم الاجتماع إطارًا أوسع للتحليل لتفسير الظواهر الاجتماعية بما يتجاوز أبعادها الاقتصادية و من ناحية أخرى ، تقدم الأنثروبولوجيا أو الإثنولوجيا تحليلات من حيث الثقافة والممارسة التي يمكن أن يشملها علم الاجتماع أيضًا ، مع إضافة البعد الكمي أو النوعي من خلال الاعتماد على البيانات الإحصائية التي لها تهدف إلى ترجمة الواقع الاجتماعي كد لالة لمتغيرات معينة.
كتخصص حديث ، مصطلح "علم الاجتماع" هو مصطلح معقد يتكون من جذر لاتيني لكلمة "مجتمع" ، والنهاية "لوغوس" التي تعني العلم. يشير هذا المصطلح الذي أنشأه أوغست كونت إلى علم إيجابي للمجتمع والظواهر الاجتماعية والبنية الاجتماعية و من الممكن تحديد عدد من التخصصات الفرعية حسب مجال البحث. على الرغم من عدم تجانس التدريب الاجتماعي ، تتوافق التخصصات الفرعية مع دروس محددة. نظرًا لأهميتها في المجتمعات الأوروبية ، تهتم المجتمعات الغربية والأوروبية بشكل خاص بعلم الاجتماع والبعد الاجتماعي ، وهذا ليس هو الحال في الجامعات التونسية حيث لا يوجد سوى ثلاثة أقسام لعلم الاجتماع كما يواجه الخريجون الشباب بمجرد مغادرتهم صعوبات هائلة متأصلة في إمكانيات دخولهم لسوق الشَغل. كقانون أساسي للظواهر الاجتماعية، يوجد علم الاجتماع كمؤسس لدراسة المجتمع من جميع جوانبه: يسمح علم الاجتماع بدراسة الظواهر مثل التحضر والدين والسياسة والشباب الخ ... و بالتَالي يعتبر أداة ضروريَة لدراسة العلاقات بين الفرد والأسرة والمجتمع. يمكن لعلم الاجتماع أيضًا أن يلمس المجال السياسي الذي ينبثق من المشهد الاجتماعي التونسي.
كل هذه الجوانب من الحركات والظواهر تتطلَب تحليلًا اجتماعيًا لفهم الأسباب. المجتمعات الغربيَة والأوروبية على وجه الخصوص مهتمَة جدًا بهذا العلم وتشجَع الطلاب على التخصَص فيه ، فهي وسيلة للترويج لما هو غير موجود على الإطلاق في الجامعات التونسيَة.
-
Souhail _Arfaouiكاتب تونسي و باحث في علم الإجتماع مهتمَ بالفلسفة و العلوم العلوم الإنسانيَة