لا زلت افكر بالهرب، لكنني هذه المرة احاول! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لا زلت افكر بالهرب، لكنني هذه المرة احاول!

  نشر في 20 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


انا المدعوة سين

تخطيت الثلاثين منذ بضعة اعوام،

تستطيع ان تقول عني جميلة رغم اني لا اشهد لنفسي بذلك ، و تستطيع ان تقول عني ذكية رغم اني في الحقيقة متوسطة الذكاء كاغلب الناس، و  انا مخلوق حساس الى درجة مرضية، لا يمكنني ان اتفوه لمخلوق بكلمة وانا لا احب ان اسمعها،  انحدر من عائلة طيبة السمعة، و احمل شهادة جامعية في الاقتصاد ،

و اعرف فيما اعرف من المعلومات العامة عن قوانين الطبيعة و الكون،

ان البشر في كوكبنا هذا يعيش جميعهم على سطح الكرة الارضية،

اما انا

 فعلى  قشرة بيضة رقيقة اعيش منذ سنوات،

مع رجل لا احبه،

و لا احمل تجاهه اية عاطفة طيبة،

رجل ٍ،

اشعر نحوه فقط بالمرارة و الكره،

و اعترف بانني كنت معجبة به في مرحلة ما، 

لكنه فشل في ان يحول اعجابي به الى حب على مدار سنوات عديدة  عشت فيها معه،

اعوام صعبة، حولني فيها الى جثة بلا روح،

قد ابدو على قيد الحياة من الناحية الفسيولوجية،

لكنني ميتةٌ سيكولوجياً منذ زمن بعيد،

لانني اعيش مع رجل اكرهه، ارفضه، و لا اطيقه،

فيما يصر هو على الاحتفاظ بي، رغم  رغبتي المتكررة بالانفصال،

لانه ببساطة لا يقتنع برأيي،

و يصر على انني ساندم لو تركته،

الى هذا الحد هو متسلط، و لا يخطئ،

و يخيل اليه انه يعرف عني ما لا اعرفه عن نفسي،

الى هذا الحد هو مغرور،

طباعه عنيفة، اخلاقه سيئة، متحكم. مسيطر، اناني ، مكتئب و تعس و قلبه مملوء بالحقد،

بالنسبة لي هو كابوس حي،

اعيش فيه كل يوم،

و اريد ان اصرخ فيه و لا ينطلق صوتي 

و ان لم يكن هو اسوء انسان في العالم،

فانه شخصية صعب جدا على شخصية مسالمةٍ مثلي تحملها،

 تصيبها الكلمات كالطعنات في قلبها،

معه اخاف ان اتكلم،

اخاف ان اتنفس،

 اخاف ان امرض،

اخاف ان افرح،

اخاف ان ابكي،

اخاف ان اضحك،

معه انا قلقة،

وخائفة من الحياة،

و افكر بالموت كطوق نجاة اخير يعيد الي هدوئي ،

و يحررني من تعاستي،

و انتظر بشوق ان تمر الايام لاذهب الى عدالة الله هربا من ظلم هذه الارض،

او هكذا كنت افكر حتى يوم قريب،

الى ان قررت ان احاول ان اعيش،

نعم لا زالت فكرة الهرب تراودني 

بل و تحتل كل ذرة في كياني، 

مع كل إساءة،  مع كل دمعة، مع كل اهانة، و في كل دقيقة ثقيلة تمر، يصرخ  قلبي كالمجنون: اهربي..اهربي..

لكنني احاول ان ارتب حساباتي اولاً،

اليوم افكر في هرب مخطط له بشكل جيد،

افكر في خطةٍ محكمة تحقق لي ما اريد،

دون الحاجة الى انتظار شيء غير متوقع كالموت،

 دون اخطاء قد لا اتمكن من تصحيحها،

ودون خسائر لا يسعني ان اعوضها،

حصلت على عمل يؤمن لي دخلا بسيطاً،

لا زلت اهتم ببيتي و زوجي،

اوزع ابتساماتي و اهتمامي المصطنع حوله،  

اودعه الى العمل بقبلة سامة،

و انا اتمنى ان لا يعود،

و قلبي مملوء بالحقد،

 توقفت عن الشكوى، توقفت عن اللوم، توقفت عن محاولة اصلاحه او حتى  الخلاص منه،

اليوم انا احاول ان استغل وجودي معه لتحقيق مكاسب خاصة لي،

ربما لا يسعفني الوقت لتحقيقها ابدا،

ربما انجب طفلا،

قبل ان يفوتني القطار،

او افتح حسابا بنكيا سريا، اجمع فيه  ما استطيع جمعه،

و في الوقت المناسب،

اتركه في اول فرصة حقيقية،

و اتنفس اخيرا..

و اصبح اول انسان قضى عمره كله على قشرة بيضة، و يتعامل اليوم على انه خرج للتو من قلبها



  • 2

   نشر في 20 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا