طيلة حياتي وانا اهوي القراءة وخاصة قراءة الروايات،كنت اشعر دائما ان عالم القراءة عالم غير ملوّث ،نظيفاً بطبعه ،علي عكس عالم المرئيات والصوتيات ،الذي يشوبه ما يشوبه من التفاهة والسفاهة والوقاحة ايضا.
وقد ترسخت تلك الفكرة طويلا بعقلي ،و حين توغلت في القراءة اتصدمت بالواقع المرير وخرجت من عالمي الوردي الذي كنت استمتع به ،فوجدت ان هناك العديد والعديد من الكتب و الروايات تحمل الكثير من المبيقات والبذاءات والسفاهات وكأن كُتابهذه الكتب لم يريدوا ترك عالم او مجال دون بصماتهم البشعة.
واهم مثال علي ذلك كاتب شاب اشتهر في الاونة الاخيرة كتب علي مايزيدعنالخمس روايات ،وله رواية تحولت الي فيلم سينمائي، ومن كثرة اشتهاره والحديث عنه وعن رواياته جذبني الفضول ان اقرء له ، وقد كان واثناء قراءتي لاحظت الكثير من الالفاظ البذيئة ،والايحاءات المتدنيه، لدرجة مشاهد باكملها يدنو الجبين لها ،ويستعرّ العقل منها،بالرغم انه كان من الممكن استبدال كل هذا التدني بما هو ارقي و اعلي ،حزنت كثيرا حينما وجدت بعد كل هذه الضجه علي روايات هذاالكاتب كم التدني المنبثق من رواياته ، وكأن السفاهة هوُس ،والتدني اسلوب حياة،والانحطاط مطلب جماهيري حتي انهم لم يتركوا لنا القراءة والكتب بيضاء خاليه من التشوه ،ولكني عندي امل دائما ان الرقي والاذواق الساميه ستظل مصّرة علي التواجد ولكن علينا الترويج لما هو نظيف ونقي......