(صلح الوالدين ضرورة تربويّة)
سلسلة : نماذج بشريّة في الميزان
نشر في 17 أبريل 2015 .
(صلح الوالدين ضرورة تربيويّة)
(غزلان) ذات الأربعة عشر ربيعاً ، بذكائها وفطنتها لاحظتْ و أحسّتْ أنّ هناك توتّرا ما بين أبويها ،
فأرادتْ إنْعاش خطِّ التواصل بينهما على طريقتها الخاصّة ، وبينما هي في حضن أمّها ،
بادرتْ أباها بسؤال فجائي حينما كانت عيناه متسمِّرتين على التّلفاز :
- قلْ لي يا أبتي .. كيف تعرّفتَ على (ماما) حتّى تزوّجتها ؟
الأب وهو يخفض صوت التّلفاز دون أنْ ينظر إليهما :
- باختصار يا ابنتي .. خرجتُ ذات يوم .. فرأيتها..ولمّا اقتربتُ منها سقطتُ في حفرة .
(غزلان) دون أنْ تدرك هذا المعنى فتسأل أمّها :
- مسكين أبي .. وماذا فعلتِ ساعتها يا أمّي عندما سقط في الحفرة ؟
الأم على الفور :
- انتشلْته منها .. ولمْ ألاحظ ساعتها ، أنّه كان مكتوبا على باب الحفرة عبارة " اتّقي شرّ منْ أحسنتَ إليه " .
الأب معقّباً وهو ينظر إلى ابنته فقط :
- بلْ كانت العبارة يا ابنتي تقول لي : يا هذا " فصِّلْ ثوبكَ على قدِّ طولكَ " .
الأم هي الأخرى تجيب وهي تنظر إلى ابنتها :
- بالله عليكِ يا ابنتي كيف سيقرأ هذه العبارة وهو كما يقول داخل الحفرة ؟
(غزلان) بذكاء و قد نزلتْ من حضن أمها :
- والله لم أفهم عن ماذا تتحدثان ؟.. أطرح سؤالاً مباشراً فيكون الجواب بالمرموز
لذلك سأذهب إلى النوم وأرجو أنْ تكمّلان حديثكما بصوت منخفض حتّى أستطيع
معانقة وسادتي .. هيّا ليلة سعيدة لكلٍّ منكما .
لحظات (غزلان) وبمجرّد أنْ وصلتْ باب غرفتها.. بدأتْ تصلها بعض الضحكات المتقطّعة ..
لتتأكّد أنّ قنوات الاتصال المباشر بدأتْ بالرجوع إلى حيويّتها المعهودة .. وهذا كان مبعث فرحة عارمة
لديها ممّا جعلها ترجع عندهما قائلة :
- لقد نسيتُ أنْ أقبّلكما قبل أنْ أذهب يا أحلى أبوين في العالم .
بقلم : تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...