الكتابة لأجل أكل العيش - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكتابة لأجل أكل العيش

  نشر في 24 نونبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

قرأت مقالًا في هذه الزاوية من الانترنت، هنا على مقال كلاود، سأضع لكم رابطه في المؤخرة، عنوانه: "عقدة الكتابة"، يتفرع عنه "لا تكن كاتبًا، الكتاب يعانون".

من فرط ما لامست وجداني تعبيراته وصدقها قرأته بضع مرات، وقد ظننت بوضعي قلب التوصية ذو اللون الأخضر عليه أنني اكتفيت منه، وأكفيته تعبيرًا عن أثره فيّ.

الغريب أنه لم يغب عن بالي مذ قرأته للمرة الأولى، ناهيك أنني لم أكتفِ منه كما ظننت، ظل يشغلني لأربع ليالٍ كاملة، أفكاره ليست على النقيض من أفكاري، ولا أتوق إلى الرد عليه ومقارعته حجة مغايرة الإتجاه، أبدًا ورب البيت، كل ما هنالك أنه تحدث عني، نعم عني أنا مباشرة، كاتبته قالت كل ما دار بخلدي يومًا، وهي الغريبة عن تجربتي.

تجربتي التي قد تُفهم مبتذلة المعالم من عنونتي لهذه السطور بـ "الكتابة لأجل أكل العيش"، وهي ليست كذلك، ولا كما طرأ على ذهنك الآن، بل إن فيها من الزوايا والمنحنيات الكثير.

تبعات إقليمية ومحلية ونفسية كثيرة ومتشعبة ومتداخلة ألقت بظلالها على حياتي المهنية المستقرة وظيفيًا والسريعة التطور والإزدهار ماليًا، يكفيك من تشابكها معرفة عام بدايتها، مطلع 2011م.

منذ ذلك التاريخ ولم يعد الاستقرار المهني سمة كما كان، ولا إزدهار الدخل سنويًا خاصية كما ألفت، ومهنتي التي كانت خبرتها منذ أن كنت طالبًا بالجامعة، ولا أعرف لها بديلًا، ولا عاد في المتسع النفسي ما يخول البدء من جديد. الدار مفتوح، والأولاد يكبرون وتعظم مطالبهم؛ فماذا نحن فاعلون؟!

هكذا دارت رحى الأيام الثقيلة بين نومٍ واستيقاظ وتصفح لمواقع التواصل الإجتماعي، الذي ألقى أحدهم في حجري الحل اللاسحري، الحل الأشبه بالطفل المبتسر، ولا خبرة لنا بعلاجه ولا حتى بمتطلبات نموه.

الحل أفهمنيه صاحبة منشور بواحدة من مجموعات التوظيف عن بُعد، منشور يتألف من جملة واحدة: "نحن بحاجة إلى كُتاب مقالات عن بُعد".

ما أجملها من عبارة تُنجد الغريق من دوامة الحياة المالية، والأهم؛ ما أجملها بما استثارته من ذكريات وشوق وحنين عميق على نحو شعوري، غير بعيد على نحو زمني.

وهج الشوق وأصالة الحنين هذين نتاج مباشر لسنة ميلادي وموضع تنشئتي؛ فالغالبية من أبناء الثمانيات ميلادًا وصعيد مصر ولادةً لم تزل القراءة والمطالعة رافدهم الأول – وقل الوحيد – للمتعة؛ فمن محدودية البث التلفزيوني ونحن صغار، إلى صد المجتمع الصعيدي لكثير من تدفقات الترفيه الحداثية، إما أن تكون لاعبًا ماهرًا لكرة القدم، أو أن تهوى القراءة، وفيما عاداهما الكآبة والروتين اليومي الممل، أثناء الدراسة، وطوال فترة الإجازة، خاصةً وأنا لا أملك حنجرة ذهبية، كما لا أطيق الرسم وتحكمات الألوان.

الأولى (كرة القدم) لم تستهويني مشاهدةً ولا ممارسة، لم أجد فيها روحي، ولم تتشكل عبرها قناعاتي، بينما القراءة امتلكت كياني، حتى صرت أرى أبطال ما اقرأه من روايات وقصص في منامي، ثم صاروا حولي في يقظتي، مهما اختلف المكان، أحادثهم، أحاججهم، أُعنفهم، أمازحهم، استذكر لهم دروسي، ويُقيمون لي إجاباتي.

تنامت المعارف بتنامي سنوات العمر، حينها لم أنشد أي فعل ملموس على الأرض، ولا شككت لحظة في حتمية تحول القارئ – أي قارئ – إلى كاتب – أي كاتب -.

في الجامعة؛ تفتحت عيني على عوالم المسابقات الثقافية، كتبت لها المقال والقصة، على استحياء، وأغلب ظني الخسارة، هي الخسارة لا محالة ويكفيك شرف المشاركة، إلا أن القدر كان له رأي آخر، صحيح فشلت مرات، وتأرجح ترتيبي بين الفائزين مرات، غير أنني أيضًا ربحت لمرات كثر.

من حينها أيقنت أن الكتابة فعلٌ قاهر، نعم قاهر.

الكتابة قاهرة القارئ، والقهرية المقصودة لا تمت لمعاني الجبر والإذعان والخضوع، إنما هي قهر فيض زاد عن حجم وعاء لم يعد يحتمله؛ فانسكب حبرًا على ورق جديد، خيط أفكار من قرأنا لهم تضفَّر معقودًا بخيط أفكار تولدت عندنا نحن، حتى وإن تولدت فوضوية عشوائية منتكسة - كما ذكرتِ يا صاحبة المقال -، الأصل أنها تولدت، ويبقى ترتيب تلك الفوضى وإكمال ذلكم النقص لا شك آتٍ، المهم أن يفيض الإناء، ولا محددات لفيضانه، ولا قياسات لمناسيب المدخلات تُنبئ بوقت فيضانه، إن الكتابة فيضان نهر حادث وإن طال الأمد، متى وكيف وبكم؟.. وهل يعلم الغيب إلا الله.

صحيح أننا بالمطالعة عاينَّا إجابات مختلفة حد التضاد ساقها أعلام عن سؤال: لماذا تكتب؟ حيث كان لكل منهم طريقته الخاصة جدًا في الرد، الكولومبي "جابرييل جارثيا ماركيز" قال: "إنني أكتب ليحبني أصدقائي"، بينما الأمريكية "جين سمايلي" أشارت إلى أنها تكتب لتبحث فيما يثير فضولها، والبرازيلي "جورج أمادو" أعلنها صراحةً بقوله: "أكتب لكي أُقرأ من الآخرين، فيتأثروا، ومن ثَمّ أشارك في تغيير واقع بلادي".

يُحتمل أن تكون البيئة والجنسية عوامل مؤثرة في تنوع الإجابات، ولو تأثيرًا عامًا من بعيد البعيد، ولكن إجاباتيّ الجد "نجيب محفوظ" والعم "أمل دنقل" – رحمهما الله – ترسمان أبعادًا جديدة للكتابة، ترسمانها من داخل النفس إلى خارجها، ليس العكس كما يظهر في الإجابات السالفة؛ فالعالمي "محفوظ" قال: "أكتب للمتعة، وإرضاءً لقوة غامضة بداخلي"، و"دنقل" قال: "الكتابة عندي بديل للانتحار".

إنه الفيض الداخلي إذن، الفيض الذي عجزت جدران النفس عن احتواءه، فيض المعارف وفيض المشاعر وفيض الأفكار، الذين تشرَّبتهم النفس وتشبعت بهم، ثم عند اللحظة الحاسمة لم تعد تحتمل حبسهم، فأطلقت سراحهم طواعيةً أو جبرًا لا يهم، المهم أنهم انتصروا وفاضوا، المهم أن الكتابة قهرت نفس صاحبها ولعبت دور المصب المستقبِل لمناسيب معرفية وشعورية أعلى من قدرتها على الاستيعاب.

من الدلائل على أن الكتابة قاهرة أيضًا مساراتها بين الوعي واللاوعي كما أوضحها "نجيب محفوظ" أثناء محاوراته مع الدكتور "غالي شكري"، والمُسجل بعضها بكتاب "نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل"، حيث قال: "إن شيئًا ما يلفتني بقوة نحو هذه الشخصية، أو يجذبني دون هوادة لتأمل تلك الحادثة، وهذا الشيء أيضًا يجعلني أتعاطف أو أنفر من موقف أو فكرة أو رجل أو امرأة. الانجذاب والتنافر والالتفات لها مصادرها في تركيبتي النفسية والعقلية، أو ما يُسمى باللاشعور، ولكن أين ينتهي اللاشعور ويبدأ الوعي؟ أو العكس، متى ينتهي الوعي بالأشياء ويبدأ تقليبها البطئ في العقل الباطن؟ هذا ما لا أملك جوابًا عليه...".

أرأيتِ يا صاحبة السطور البديعة؟! حتى أديب نوبل، العربي الوحيد، لا يعرف للكتابة مبتدى، هي التفاتات تتراكم آثارها؛ فتفيض قاهرة وعاءها.

نجدتني معنويًا قبل ماديًا صاحبة المنشور، "نحن بحاجة إلى كُتاب مقالات عن بُعد"، هي إذن نظارتي وأقلامي وأوراقي وسجائري وحاسوبي، مُنعشًا خيالي بموسيقى في الخلفية أو فيلم بالأبيض والأسود، سأعود كاتبًا، اقرأ وأبحث وأنقح وأصيغ، بل سأوقع رقميًا على مقالاتي، وسأجني المال، ما أجمله من منشور، وما أرقّها من عبارة، وما أعذبه من مُسمى وظيفي "كاتب مقالات".

لكن هل سأختار موضوعاتي؟ أريد أن أكتب عن شغفي واهتمامتي، عن قراءاتي، عن بيئتي والمؤثرات على نشأتي، عن مدينتي وناسي، عن انتكاساتي. 

نحن حينما نقرأ للآخرين لا نرى كلماتهم مصمتة لا تدل إلا على مرادفاتها بالمعاجم، ولا نتوقف عند ظواهر تعبيراتهم وتراكيبهم اللغوية، حسنةً كانت أم قبيحة، منضبطة ولا منفلتة، بل نرى ما هو أبعد وأبعد، نراهم بملابس النوم، ندخل إلى مخادعهم، نشتم روائحهم، نجلس بجوارهم في صفوفهم الدراسية وفي جلسات الأنس والوناسة، نضحك ونبكي، نتهادى ونتشاجر، نأكل ونشرب، الكاتب والقارئ صديقين، كلاهما يراعي المعشر، الأول بحسن الأداء، والثاني بكتم السر. سأجد لي صديقًا عن بُعد، كما سأكتب عني عن بُعد.

واهم؛ هكذا أطرقت بها على رأسي صاحبة المنشور، والتي باتت صديقة عن بُعد لأسرتي لا لأفكاري. إن اختيار الموضوعات يخضع لقواعد اللعبة، تحليل نتائج البحث عن كلمات وعناوين معينة هو مسار اختيار الموضوعات الوحيد، كما أن ثمة طريقة وحيدة في الشكل والسرد لإفهام خورزميات جوجل المقال وفحواه ومحتواه كي يختاره بين الصفوة؛ فيصدّره إلى أعلى صفحات النتائج وأولها حين يبحث عن موضوعه الباحثون؛ طريقة اصطلح على تسميتها SEO (Search Engine Optimization)، تحسين محركات البحث، أو "سيو" كما تعربت بين أهل الصنعة الذين صرت منهم مرغمًا.

لا شك أنني استفدت مما تعلمته ومارسته من السيو، وأنني أطبقه هنا وخارج هنا، لكنني ظننت أني سأكتب عني ومني! 

وحقيقة كتبت ولازلت منذ بضع سنين، لكنني كتبت "الكتابة لأجل أكل العيش"، اخترت هذا المنهج (الديجيتالي) لكي أصرف على عيالي، ولا أظنني ولا اختياري مبتذلين، ولست نادمًا، حتى وأنا أتنازل عن توقيع مقالاتي - التي لا أطيقها - لصالح غيري، لأصبح كاتب شبح (ghost writer) بكل ما في المفهوم من احترافية ينشدها أهل السيو، ولا حتى وأنا أُعرِّف نفسي راضيًا لأهل تويتر بـ (صانع محتوى SEO عربي) دون زيادة.

خرجت من شرنقة السيو؟ حاولت مرارًا وتكرارًا، أنشئت مدونة، ولم أفلح في جذب القراء لها، لعلني كما ذكرتِ واحد ممن لا يمتلكون موهبة، أو بالأحرى "ذرة غبار في مجرات الأدب الثري"، كما ذكرتِ أيضًا. وليس هذا سببًا وحيدًا، الآخر أن أغلال السيو غلَّت ساعاتي كما غُلَّت أفكاري، نهارات أقضيها في كتابة ما أُلزم به، لأن المحصلة النقدية في النهاية بسيطة، ولا مفر من زيادتها إلا بزيادة الإنتاج، آلاف من الكلمات كل يوم في سبيل راتب شهري يوزان الكفاف، آلاف وإن كرهتها، إلا إني أمينٌ على فحواها، ولا اعتمدها إلا بعد تدقيق متين للصحة والموثوقية.

ضجرت؟ نعم تملكني الضجر والحنق، إلى أن وجدت هذه الزاوية من الانترنت، مقال كلاود، أنا هنا لأكتب، فقط أكتب ولا يهم ما بعدها. 

أينعم وصفك دقيق فوق ما تتصورين في أن ما يُكتب بالنسبة لكاتبه قطعة من لحمه وجزء منه، وقد يلوكها البعض مشمئذًا، وقد يبصقونها نفورًا، إلا أننا في النهاية نكتب، حتى وإن بدت الكتابات أجمل في المخيلة عنها في الورق، حتى وإن أضحت قصصنا ساذجة عند الآخرين، حتى وإن أهملوها أو أهملونا، إلى آخر هذا الذي ذكرتِ في خواتيم مقالكِ؛ فليهملونا، قلت لكِ لا يهم ما بعدها؛ فما عاد أقسى من الكتابة لأجل أكل العيش.

عن نفسي؛ سأكتب وإن وصفت كتاباتي بزبد البحر، وإن أقنعني مجازك بأن لو كان للكتاب مقهى فنحن ما إلا صبيانه ذوي لغة ركيكة وموهبة محدودة.

نعم أنا الصبي الذي يكتب فقط لأنه يريد أن يكتب، وإن ظللت وحيدًا في الظلام مع حفنة أوراق، حيث لا أحكام ولا ضغوط ولا جدال أو نقاش حول ما يكتب. هكذا اقتبست منكِ سماتي وقسماتي، ولن أزد.

شكرًا أستاذة/ آلاء غريب على مقالك الموجع: عقدة الكتابة - لا تكن كاتبًا، الكُتاب يعانون كثيرًا..

https://www.makalcloud.com/post/3xbyedazi


  • 3

  • ذات الخير
    "الأصل في الكون السكون، والأصل في العلاقات الوحدة". إبراهيم عبدالمجيد.
   نشر في 24 نونبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Walaa Atallah منذ 2 سنة
الكتابة الحرة الإبداعية أيضاً ليس فيها خير، أعني من الجانب المادي، أتذكر المسابقات التي فزت فيها والمعاناة التي عانيتها للحصول على مكافأتي، حتى الآن مثلا ما زلت لم أتسلم مكافأة مجلة العربي الشهيرة رغم عراقتها.
الكتابة رائعة لو كانت لذاتها، لكن أن ننتظر منها شيء فهذا هو الوهم بعينه.
وشكرا على مقالك الذي لمس في معاناتي، وشكرا أيضا للكاتبة آلاء؛ يبدو أن الكتابة ذات معاناة مشتركة لكن لا مفر منها.
تحياتي لكما..
2
ذات الخير
أعلنها عبد الوراث عسر في فيلم شباب امرأة (الرائع)، كلنا في الهوى عباسية! شكرا لمرورك، اسعدتنا كلماتك.
آلاء غريب منذ 2 سنة
أستاذ أحمد.. لو تعلم كم أسعدتني كلماتك وأعادتني أعواما إلى الوراء، أعتقد أن أعظم تكريم  للكاتب أن يجد أحدهم نفسه في كتاباته وأنا ممتنة لأجل ذلك حد السماء.
وتشكرني؟ الشكر واجب لك لأنك لم تلقِ بقطعة اللحم مشمئزاً بل هضمتها جيداً واستقرت في روحك لتقدم لي هذه الكلمات العذبة التي آلمتني بقدر ما أسعدتني، أكاد أتحسس قضبان السجن الذي يقطن فيه الكاتب بداخلك ،أستمع لأنين أفكاره المكبلة،لخيالاته الملجومة، وكم سررت بفسحة الحرية التي منحتها له في آخر ما أوردت، إن سطورك تنبئ عن موهبة حقيقية فلا تقتلها بالقيود، دائما هناك فرصة للتملص ،الكتاب يعانون لكنهم أحرار ،لا تدعهم يسرقوا حريتك،دام مدادك.

1
ذات الخير
فرَّت دمعة نزولًا من عيني اليمنى وأنا أُعيد قراءة ما كتبت الآن بعد أن قرأت جوابك، لا أدري ما السبب، يبدو أنه كان لي قدرًا أحببته شابًا لكنه لم يكتمل. أوجعتينا مرة أخرى، لكني أعدك بالتملص، سأتملص. رعاك الله وأهلًا ومرحبًا بعودتك.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا