في الحياة تجد الكثير ممن يحاول أن يتحكم في حياته يشعر بالإحباط لكثرة وضعه للأهداف و عدم تحقيقها كلها أو معظمها.
أن يكون المرء منظما أمر جيد، أن يخطط للمستقبل أمر رائع، لكن التحكم في كل كبيرة و صغيرة و عدم ترك مساحات للمرونة يعد وصفة رائعة للإكتآب.
من بين المنظومات التي تتعامل جديا مع مسألة وضع الأهداف، و كيفية التعامل مع الحصيلة المحققة أخص بالذكر الفرق الرياضية و الأحزاب السياسية.
فبعد كل موسم رياضي تجد معظم الفرق مبتهجة - أو هكذا تسوق لمشجعيها - و تخرج لنا إحصائيات عجيبة و غريبة لتكون هي الفائزة، مثل الفريق الأقل حصولا على البطاقات الصفراء، الفريق الأكثر تسديدا على المرمى، و الأغرب من ذلك في بعض الأحيان الفريق الأكثر تسجيلا في الدقائق الأولية و غيرها من الإحصائيات العجيبة، بعض الفرق أيضا يتعامل مع هاته "الإنجازات" بذكاء و فعالية أكبر، حيث أنه يقوم يعد و تصنيف هاته "النجاحات" و يقوم بالإعلان عنها الواحدة تلو الأخرى في الوقت المناسب، خاصة عند أوقات الأزمة أو اهتزاز النتائج ليحافظ على خزان المعنويات مرتفعا.
بالنسبة للأحزاب السياسية، فالأمر يطبق بحذافيره مع اختلاف أنواع الإنجازات : الحزب الفائز بأكبر عدد من المقاعد في المقاطعات التي يبدا اسمها بحرف الهاء و ما إلى ذلك من التبريرات.
تفاؤل أم كذب على الذات
في الجهة المقابلة هناك طبعا الأشخاص العلميين، الذين لا يؤمنون إلا بكل ما هو ملموس، و مباشرة ينخرط في التحليل و الإنتقاد و برهنة أن هاته الإنجازات لا قيمة لها.
سواء كان الأمر صحيحا أم لا، فإن العقل الباطن لايفرق بين الأمور، كل ما يهمه هو المشاعر الطيبة المبتهجة ليشتغل في الوضع المثالي له، لهذا فمن الأفضل أن نضع قواعد اللعبة التي تناسبنا حتى نكون دائما فائزين.
-
ضياء الحق الفلوسطالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.