كورونا إنه الزائر الجديد علينا ، جاء دون استئذان ، أو موعد ... 

أعاد تنظيم الكون .... هناك من أحب تغيراته ومنهم من رفضها ولكن الخيار لم يكن بيد أي منا ... 

أنا أحسست أن هذا الفيروس هدية السماء لمعلمة مثلي ، تحارب كل يوم من أجل طلابها ، تحتاج لراحة وتصارع مع نفسها من أجل العملية التعليمية ، تخشى أن يكون غيابها سببا في توقف مسيرة الطلاب .... 

الإخلاص لعبتها في هذه الوظيفة المتعبة ، ويأتي هذا الفيروس ليقدم لها إجازة مفتوحة دون تحديد وقت للعودة .. 

كل ما قامت به سلمت كل المهام التي ليست من اختصاصها والأدوار التي أجبرت عليها لأصحابها الذين أهملوها ... وقاموا برميها على هذه المعلمة ومع الجلوس في المنزل 

أحست أن الحياة جميلة ورائعة ...بينما الأطراف الأخرى تعبت كثيرا عند تسلمها مهامها والتي  ليست من اختصاص المعلمة ، فبدأت الأمهات بمتابعة أبنائها ، منعا لإحراجه وهو يجيب وسط حضور أمهات الطلبة ، فبدأ التنافس وظهر ت المتابعة اليومية ، اختفى دور المعلمة من حل مشاكل الطلاب اليومية وتشابك الأمهات مع بعضهم في الدفاع عن مسائل طفولية لا تحتاج إلى كل هذا التعصب ! 

نعم ارتحت من مهام المناوبة اليومية ، ومتابعة الطلاب أثناء تناولهم الطعام وعمل إفطار للطالب الذي نسيته معتمدة على المدرسة ! 

لم تعد المكالمات تطاردني وأنا في بيتي لتسأني عن قلم طالب ضاع ، او ضياع كتاب أحدهم ، والكثير.... 

بدأت الأمهات يطرحون سؤالا واحدا متى سيعود الطلاب لمقاعد الدراسة ويشتكون تعب تحملهم مسؤولية أبنائهم ! 

وبدأت عبارات الشكر تنهال علي لأنهم أحسوا بالدور الذي أقوم به ، وفي داخلي كنت أشكر كورونا شكرا عميقا لأنه جردني من مهام ليست من اختصاصي  ومن أحمال أرهقتني  ومن تحمل دور أم وأب وخادمة ومراقبة وممرضة تتابع طالب يعاني من حرارة طوال يوم دراسي ! 

كل العالم لم يرفق بالمعلمة ولم يفهم دورها الحقيقي ولم يكافؤها سوى ذلك الضيف 

الذي جاء ليسلم المهام لأصحابها ويتركني لأكون معلمة دون مسميات أخرى ... 

فشكرا لهدية السماء من القلب