هنا في مكان آمن بعيدا عن معارك الحياة في مرتفع حيث رسمت لوحة فنية في غاية الجمال والروعة و الإبداع ، أتأمل خلق الله أنظر إلى السماء وكيف تشرق الحياة إشراق الفجر المنير في صفحة الأفق مشيرة إلى يوم صحو جميل تصعد الشمس من خدرها وتنفض بيدها غبار الظلام عن جبين الأرض وتكسو الحياة بأشعتها الذهبية الناعمة على يميني بستان أخضر وعلى يساري بحر هادئ أزرق متلألئ في غاية الروعة والأناقة والجمال
تصفحت بسذاجة و برودة جمال هذه اللوحة الفنية الرائعة لم أستحضر حينها سوى نظر بلا وعي فقد كان قلبي يركب على عنق عقلي ويسرح التفكير أينما يريد فجأة دخل نظري إلى نطاق الوعي وعاد ينظر إلى السماء بتأمل وعاد سمعي إلى الإصغاء فسمعت أصواتا كأنما هي أغنية مهداة من الطبيعة صوت أوراق الأشجار والرياح تداعبها صوت أمواج البحر صوت قطرات الندى وهي تقرئ كأنها تناجي ربها وعاد أنفي إلى شم محتوى الطبيعة فامتلأ بعبير الأزهار الفواحة وأكسجين الأشجار العالية بعيدا عن ملوثات المدن الكبرى , أحسست بطاقة لا توصف ، وراحة لا مثيل لها تبادرت إلى ذهني الآية الكريمة ''صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ'' سورة النمل ''الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7)'' صدق الله العظيم
جمال تناسق إتقان كلها مرإيات و أحاسيس دفعتني لأرتمي بين أحضان خالقي فلا شبعت ولا مليت ولا كليت , تمتع عقلي بثراء المعاني ورأيت بقلبي مالم تره عيني بدأت السماء تمطر ، تغير لونها تمنيت لو كنت مثل الأرض في استغاثتها و عطائها المستمر وهي تنشد العون من خالقها لوحة في غاية الجمال جعلتني مليئة بعواطف جياشة
تهز أوثار الروح ا ستشعر روعة الحب في كنف الرحمان
فألهمت الدعاء التالي
''نحبك ربي و نبتهل إليك في السراء و الضراء نحبك في الخريف والصيف نحبك في اليل المظلم و النهار الباهر دي الشعاع الاسر نحبك كبارا و صغارا نحبك ، مرضى ومعافين نحبك ، نحبك في حال القبض و في حال البسط والكل لك وأنت فوق الكل''