تحولت العاصمة الموريتانية الي ما يشبه الثكنة عسكرية ، فالمناسبة حدث تاريخي تشهده نواكشوط لأول مرة في تاريخها ، حين تلتئم القمة العربية ، اليوم سيجتمع القادة العرب ممن حضروا لهذه المناسبة لبحث قضايا البيت العربي وإصلاح ذات البيّن.

ففي الوقت الذي تنعقد فيه القمة في يوليو شديد الحرارة إلا أن الأجواء العربية من الخليج الي المحيط ملبدة بالغيوم ، لا يستطيع أحد من السادة الحضور تجاوزها أثناء الولوج لبوابة الخيمة الكبيرة التي اقامتها الرئاسة الموريتانية على شرف رؤوساء وملوك العرب الحضور.

فالجامعة منذ نشأتها في 22 مارس في عام 1945 بدعوة من وزير خارجية بريطانيا وقتها ، لم تشهد إنقساماً يصل إلى حد اللاعودة بين أعضائها كما هو في الوقت الحالي ، ليس هذا فحسب بل ان التجذبات الخارجية تعصف بما تبقى من وحدة وتماسك ، ومع كل هذا الإنقسام في المواقف و الرؤي، يعول بعض المتفائلين أن تكون هذه القمة ، قمة الأمل لإستعادة وحدة الصف العربي "المفقود منذ نشأتها" وبالرغم من كل هذه الكلمات البراقة التي اطلقها الأمين العام السيد احمد أبو الغيط ، لكن تبقي هناك عدة علامات إستفاهم لا يمكن تجاوزها حتي نستطيع الوقوف على النتائج المنتظرة منها .

1 - السيسي لن يحضر القمة بالرغم أن مصر هي حاضنة المقر كما أنها كانت رئيسة القمة الماضية و ستسلم رئاستها الى موريتانيا ، إذأ غياب السيسي يثير علامات إستفهام كثيرة .

فهل غيابه لدواعي أمنية ؟. فمن المعروف أن موريتانيا بها جماعات إسلامية متشددة و هناك الكثير من المنظمات والهيئات التي طالبت بعدم استقبال السيسي ، أم أن القمة لا يرجى منها فائدة وبالتالي آثر الغيب ؟. ولكن كيف يتغيب عن قمة العرب في الوقت الذي كان حاضراً الأسبوع الماضي في كيجالي لحضور قمة الأفارقة ؟.

2 - معظم القادة العرب الكبار لن يحضروا القمة ، وبالتالي هل من المنتظر أن يخرج عنها قرارت مؤثرة او ذات قيمة كبيرة !. فلمن تعقد إذان وما الداعي لعقدها طالما أن المأمول غير منظور؟.

3 - من سيمثل اليمن الحكومة الكرتونية أم المعارضة المسيطرة ؟. وفي حالة إتخاذ قرار يخص اليمن من يستطيع التنفيذ على الأرض !.

4 - من يحق له تمثيل سوريا بشار أم المعارضة المفككة ؟. وهل سيبقى العرب على هامش المشكلة السورية يبنتظرون ما يقرره الاعبين الأساسيين ، لنصبح في النهاية امام محرقة كبيرة وبقايا دولة كانت عضوا فاعلاً في البيت العربي .

4 - ما الموقف القادة العرب من إيران ؟. هل إيران تمثل خطر ؟. أم أن بعض الدول العربية هى من تراها خطراً وتضغط في هذا الإتجاه !.

5 - في القمة الماضية تم الحديث عن القوة العربية المشتركة تحمست دول و رفضت أخرى ما مصير هذه القوة ؟.هل هناك بيان يوضح الى أين مدى وصلت إليه هذه الفكرة. 

7 - هل يتذكر أحد قرار واحد تم إقراره في القمة الماضية وتم تنفيذه ؟.

7 - ألم يكن من الأولى أن تنصب هذه الخيمة العربية في وسط مخيمات ملايين السوريين في دول الجوار ؟.

اخيراً متي سنفكر جدياً في نسف الجامعة العربية التى لا تخجل مما أصابها من تفكك وترهل حتي صارت كالرجل المريض الذي تتنازع اعضائه بعضها بعض ولا يريد أن يذهب الى الطبيب ليبرأ من علته المزمنة .