في ممر الحياة المُتعرجِ نسيرُ ونتلوى مع ذكرياتنا وآمالنا، نتخبطُ بين الماضي والحاضر، نبحث بين ثناياها عن ماهية كينوناتنا، نتساءلُ؟
أنعيشُ لنأكل ونشرب أو لنتعارك أو نتكاثر دون المُضيِ نحو هدفٍ أو أننا نعيشُ لنحيا بإنسانيةٍ تُطورُ فكراً ينمو معه خيالنا وواقع أحلامنا.
نُؤنبُ أرواحنا في لحظاتٍ كثيرةٍ على ما اقترفته في حق صوتها، نلومها على تلك الكلمات التي لم تسمعها آذاننا، نُحملها وزر إصغائها لأولئك الذين يظنون أن الزمن سيدور بنا لنعود إلى نقطة الصفر وإن اختلف في تفاصيله؛
يربى كلُ منا في عائلةٍ تحتضنه أو ترمي به في جذورٍ صلبة من القسوة، نكبر لنشعر بوحدةٍ يُؤنسها البحث عن شريك في طرقات الأحلام ونرسم له صورةً ببروازٍ ذهبي، شريكٌ نُكمل معه مشوار الحياة بأطفالٍ يجوبون أطراف البيت صخباً وشقاوةً دون أن تُزعجنا أصواتُ حركاتهم، ثم نعودُ من مفترقٍ وحيدين على غير موعدٍ، نفيقُ على صوتِ الأنينِ،
هيا؛ آن أوان العيش، مَنْ رحلَ رحلْ، ومن ترك بمحض إرادته ترك،
الموتُ والحياةُ وجهان لطبيعة كونٍ واحدة، فلماذا السجن الأبدي في الماضي؟!
يصبح من الصعب علينا جمع كل دفاتر الماضي، ونفض تراب النظرة السوداوية وإعادة تأهيلها لرواية القصة بأحلامٍ وأمنيات جديدة الطورِ، تُلائمَ ما صادفنا في ممرات الأيام، ولكن هل من السهل نسج الحكاية من جديد مع شروق شعاعٍ بنظرة غير التي عشناها أم أن غبار الماضي سيبقى عالقاً في لحظات الصمت الرهيبة.