ليس بغريب أن يهتز ضمير كل فرد غيور على القيم الإنسانية عامة،وروابط العروبة خاصة نحو أرض فلسطين السليبة وأهلها الصامدين الأباة،وما يلاقونه من بطش همجي وعدوان صهيوني غاشم،وفي هذا السياق لابد من استنفار جميع الضمائر الحية،وذوي المواقف المناصرة لحقوق الإنسان،والمدافعة عن المغلوبين والمقهورين في العالم،للتنديد بالأعمال الإجرامية واللاإنسانية المقترفة من لدن الصهاينة الغزاة الوحشيين في حق الشعب الفلسطيني الأعزل والبريء،ومزيدا من الصمود والتحدي أمام شراسة الكيان الصهيوني الجبان الذي تشير اعتداءاته العدوانية الضارية على أبناء فلسطين الصامدين،درجة الخوف العميقة المستبدة به،لأنه كما عرف تاريخيا من الكيانات التي تخاف من ظلها،ولا تستفيد من تجارب الواقع للبحث عن المبادرات الشجاعة الواعية.
إن ما يقع من جرائم عدوانية ضد الفلسطينيين لا يخضع لأي مبرر كيفما كان نوعه،ولا يجوز الحديث عما إذا كان مشروعاً أو خارجاً عن الشرعية،على اعتبار ضراوته وعشوائيته،وأنه يصدر عن كيان محتل حقود لا يعترف بالمواثيق الدولية،ولا بأحقية الشعوب في العيش الآمن والمطمئن،ومن هنا كان لابد أن يتحرك العالم لنصرة مبادئ الأمن والسلام،وحق الشعب الفلسطيني في العيش داخل أراضيه في ظل ما ينص عليه ميثاق هيئة الأمم المتحدة الغائبة عن هذا العدوان الآثم،والمخل بمبادئها،و المعارض لما أنشئت من أجله،وإذا كانت العمليات المتوحشة المدبرة ضدالشعب الفلسطيني لا مبرر لها،فكيف يمكن تبرير صمت الجهات الرسمية العربية،وعلى الخصوص منظمة الجامعة العربية التي لم تحرك لحد الآن الساكن،ولم تبد أي توجه لاستنكار الفعل الصهيوني العدواني...
والمطلوب الشد بحرارة على يد الشارع العربي،والاعتراف بغيرته الجامحة على قيم الأمن والسلام،والدفاع عن المشروعية وضرورة احترام حق الشعب الفلسطيني في الاستمتاع بظروف آمنة،والتضامن معه في محنته المترتبة عن الطغيان العدواني المتواصل للصهاينة الدخلاء المعتدين...