ستخرجون من جحوركم ..يعني ستخرجون
خفافيش الخوف تطل في الليل فقط لأنها تخشى شمس الحق و ضفادع النهار بنقيقها ترفض الغناء في جلسة الشجعان لأنها لا تحب المواجهة بصوتها المحتشم .
نشر في 22 أبريل 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
سميرة بيطام
لاحظت على بعض من ينادي بالإبداع و هو لا ينتمي لصنف المخلصين أو الشجعان أنه يرمي بحجارة تلو الأخرى ليرسل لنا موجات ارتدادية على مدى الأثير النقال لخزعبلاتها ، التفت أنا و أحرار الكلمة لنلتقط صدى الارتداد منها ، فوجدناه ضعيفا جدا ، لكنهم أعادوا الكرة ليلفتوا انتباهنا بالاستفزاز ،و لتلبية صوت العناد منا التفتنا للمرة العشرة فتأكدنا أن الصدى أضعف بكثير من وهج القمر الخافت حينما تتلبد السماء بغيوم المهانة و الخذلان ...ما الذي حصل ؟.
و لنلتقط الإجابة من أفواه الحمقى ، اقتربنا من جحورهم فألقينا النظرة في عمق المكان فتحسسنا أنفاسا خافتة ترفض التقاط الهواء من الخارج ، احترنا لجبن المنظر و القرار معا ، فعدنا أدراجنا حيث المقام رفيع جدا ، و اكتفينا بنسيان القضية الغير مهمة على الإطلاق.
لكني بقيت أتذكر لقطات من الماضي القاسي جدا من سنفونية الأسى التي كان سببها مبدعون مزيفون يكتبون و يحاورون و يتطلعون لمستقبل واعد بخيانة الضمير و كذب الكلمة و الإحساس بطعنات متتالية في الظهر ، لم أرغب اللحظة في أن أنزل إلى سفاسف الأمور لأن المقام لا يليق برفعة الأخلاق ، و لكن هذا لا يمنع من المطالبة بحق مهضوم و جرح غائر و دموع لا زالت تسقط تذمرا و حرقة من الألم ، كل شيء طبيعي من الانفعال ما دام الموضوع هو المطالبة بالحق..هذا الحق الذي يجرد مناديه من كل حقوقه فلا يبقي على واحدة منها لأنه قوي جدا في صداه و لا يقبل المساومات حتى يعود الشأن كله للشرفاء على مقام الكبرياء و بحضور المبعدين من ميدان الحقيقة ...
تجردنا من الخوف ..و طلبنا المواجهة و لكن خفافيش الليل لا تريد الخروج للقاءنا ، أرسلنا دعوات للتصالح ، لكنها رفضت لأن مرضا عميقا يتغلغل بداخلها فيهز التوازن هزا و يركله حيث اللاحدث..
لكن هذا لا يمنع أن نقول كلمتنا و بأعلى أصواتنا ليسمعنا الهاربون من القضية العادلة : ستخرجون من جحوركم يعني ستخرجون بإذن الله ...فالحق لا يرحل بغير شرف رد الاعتبار.
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية
التعليقات
أبدعت حقا ..