لم يعد النوم يعرف طريقا لي ، مخيخي لا يكف عن التفكير، كنت دائما ما أحاول طرد فكرة كوني أفكر من قاموسي، فأربط معي دائما رزمة من التفاهة أسكت بها ما يلوجني ،فدائما في الوسط التقليدي الذي رغم ما يحتويه من أناس ينسبون أنفسهم إلى الطبقات المثقفة و المنفتحة و المتقبلة للرأي الآخر ، إلا أنني لا زلت أحس أن شيئا ما زال ناقصا في هؤلاء الأشخاص كما ينقصني، لا أدر ما هو! ربما شيء من اللاشيء، ربما! ولو أدركت لما خططت ما يمليه علي عقلي الباطن الآن...
تسكنني إنسانة أخرى، إنسانة تهيج بكل مواصفات الإنسانية التي يغرد بها من يبحث عن المعنى، إلا من الرحمة، إنها لا ترحمني، تزيد من تحجيم الألم الذي يسكنني مذ أن تعلمت كيف أحس! ألم يخذرني، يشلني،يؤذيني أكثر من الآخر.
جرح غائر في دواخلي، لا أستطيع الإفصاح عنه حتى لنفسي، جرح أوكسيجيني يخنقني، أحمله معي أين ما ارتحلت، لم يعد هناك متسع للتنفس، اختناق يسببه الآخر الذي يسكن داخلك و تسكن دواخله. ما لي أن أفعل سوى طلب تذكرة العودة منه إلي و الرحيل بعيدا أكثر من هذا البعد الذي رسمناه برغبة من طيش و بطش اللاوعي" الألم " الذي قتلنا هناك آنذاك و كسر ما ظل أشلاء، فما استطعنا الانزياح عن الزمان و لا المكان الذي دمرنا فيه اللاشيء ، و اكتشفنا بعدها أنه كل شيء!
شيء من اللاشيء، خربشات طائشة، تمثل أناه!
مليكة اوناين.