"هو..بداخله آخر"
هذه الليلة سيتوج قلمه شرف فضح الأسرار..أي أسرار؟..انها أسرار الضياع والحرمان!!
نشر في 21 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
"العالم قرية واحدة ثم عولمة ثم علمنة فصارت غولمة فظيعةأتت علينا وأنهكت عقولنا كما يفعل فيروس السيدا في الجسم فيقضي عليه"
هذه الليلة سيتوج قلمه شرف فضح الأسرار..أي أسرار؟..انها أسرار الضياع والحرمان!!
لم يكن رجوعه الى خالقه تبعا لظروف قاسية أو محنة عارضة..كان يتمتع بشتى أنواع الحرية والبذخ..الحرية في كل شيء..بهرته العلمنة والعولمة حتى أنه حاول تجسيدها بمعناها العميق.
"الحزن الذي ينتاب المرء في بعض الليالي دون سبب، يكون عبارة عن دفعة متاخرة من مواقف مؤلمة قديمة تماسكت فيها وكان يفترض أن يبكى حينها ."
تبنى أفكار المحدثين وقرأ كتبهم..تتلمذ على الأشعار المارقة والكتب الجريئة..كان حلمه ترجمة فكرة التحرر وتحويلها الى واقع ملموس..كانت الموسيقى غذاء الروح كما كان يسميها..كانت نديمه من الليل الى الفجر!!..
صدفة , وفي احدى الأسواق الشعبية , لفت انتباهه شاب مشرق الوجه تبدو على محياه علامات الالتزام والتدين..ثوبه قصير , مشيته تهادي , يغض بصره عن كل "تاء تأنيث"..كان شابا لم يتجاوز الثلاثين من عمره..وكأنه يرى أمامه ظريف الطول..
أعجبه هدوء ذلك الشاب ..كانت علامات الرضى بادية على محياه..خطواته ثابتة رغم ان قضيته خاسرة - كما يعتقد- أمام ذلك المارد الجبار " التقدم والحضارة"..
الآخر الذي بداخله لم يتوانى عن السخرية منه ..ولكنه وبلا شعور لم يستطع اخفاء اعجابه به..فهو يحترم من يعتنق فكرة ما ويناضل لأجلها..الصراع يحتد بينه وبين الآخر الذي يسكنه : :. (ربما هؤلاء الملتزمون تدينوا نتيجة فشل ما وعقد تجلت في حياتهم ,أو ربما يعانون من نقص ما في شخصياتهم فتمسكوا بالدين ليشار اليهم بالبنان ..فيرد الآخر : لكن منهم أساتذة وعلماء ولهم ماض عريق فقد ملكوا الدنيا حينا من اقصاها الى ادناها..أو ربما هو الترفع عن الملذات).
صراع مرير بينه وبين الآخر في داخله!!
اختلطت الأمور عليه : ترفع عن ملذات..احتقار رغبات..كبت وعقد..لكن الحضارة لا تتولد من الكبت؟!
بالرغم من محاولته نسيان هذا الحوار مع ذلك الآخر الذي يسيطر عليه ..الا انه لم يصمت ومنذ تلك اللحظة وهو في حيرة!!..يشعر أنه يفتقد شيئا ما , لكن ما هو؟
اختلى بنفسه لعله يتوصل الى ماذا يفقد؟!..فقد الاحساس بكل شيء..بل اصبح يرى الاشياء بلا طعم ولا لون..رجع مرة أخرى الى نقطة البداية..متى كان هذا التغير؟
ثقل جسده..وحاول أن يكتب فوجد قلمه يسير بشكل عشوائي ليملأ صفحة بيضاء بخطوط لا معنى لها..غير أن بداخله اعصارا من حيرة!!
هل سيحاول الاعتراض؟
بعض الحمقى لن يجيبوا على اعتراضه ولن يصغوا اليه..كتبهم لم تعد تشفي غليله..أشعارهم عن التحرر والحرية لم تعد تروق له..موسيقاهم وأغانيهم كما يسمونها غذاء الروح اصبحت داء الروح..ينتظرون منه التوقف عن الكلام , فيفاجأهم بحديث طويل باندفاع.. يظنون ان له علاقة بما قالوا فاذا هو عكس خطابهم السابق لا اكثر!!
"ان هناك صقيعا نفسيا ذابحاً يجعل الانسان يتخلى عن كل شيء ويبيع الدنيا بهمسة ود!!"
"مَاهِر (بَاكِير)دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
فماذا عسانى نفعل
على فكرة... عذا المقطع يذكرني برواية"رواء مكة" رواية رائعة أيضا تعالج انبهار الشباب بالعولمة و العلمانية. تحياتي لقلمك الراقي