"أمّا هؤُلاءِ الفِتيانُ الأربَعَةُ فأعطاهُمُ اللهُ مَعرِفَةً و عَقلاً في كلِّ كِتابَةٍ و حِكمَةٍ، و كانَ دانيآلُ فهيماً بكُلِّ الرّؤَى و الأحلامِ" (دنيال ١:١٧)

قال رسول الله-صل الله عليه و سلم- "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنة"

من ذاق ظلمة الجهل أدرك أن العلم نور. من أقوال (مصطفى نور الدين).

آيات من الكتاب المقدس، أحاديث عن الرسول-صل الله عليه و سلم-، أقوال مأثورة عن أهمية العلم و مكانة العلماء و مع ذلك يوجد للأسف بعض الأشخاص الذين لا يقدرون أهمية العلم.

في القرن الماضي كان هناك على الساحة بعض الفنانين الذين لا يجيدون القراءة و الكتابة و مع ذلك كانوا دائماً ما يحثون الناس على أهمية التعليم و كانوا حريصين على تعليم أبنائهم.

فمن منا لا يعرف الفنان "شكوكو" ذلك الفنان العبقري المحترم الذي أضحك الملايين، فلم يكن يجيد القراءة و الكتابة و لكنه كان يدرك أهمية التعليم.

و بعد ثورة ١٩٥٢ في مصر، قرر الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" أن التعليم يصبح بالمجان لكي يتعلم جميع أفراد الشعب إيماناً منه بأهمية التعليم و أن التعليم هو سلاح الأمم.

حتى الأشخاص الذين تعدى سنهم مرحلة التعليم تقوم الدول بإنشاء جمعيات لهم تسمى "محو الأمية" لكي يجيدوا القراءة و الكتابة.

و حتى الأشخاص البسطاء كانوا حريصين على تثقيف أنفسهم و على تعلم القراءة و الكتابة عن طريق تعلم قراءة الكتب السماوية (التوراة و الإنجيل و القرآن).

و حتى في الأعمال الفنية كان دائماً هناك حث على أهمية التعليم فمثلاً في المسلسل المصري الشهير "لن أعيش في جلباب أبي" قال "عبد الغفور البورعي" الذي جسد شخصيته الفنان المصري الراحل "نور الشريف" "مش معنى أن أهلنا ظلمونا زمان يبقى احنا كمان نظلم عيالنا و مانعلمهمش".

و لكن اليوم و مع اختلاف الأولويات و الطموح للأسف بدأ في الظهور بعض النماذج التي تحارب العلم.

فبدأ مطربي المهرجانات يحاربون العلم و يقنعون الشباب بأن العلم لا فائدة منه، و يعرضون سياراتهم و بيوتهم و ما يملكون من ملابس باهظة الثمن و يقارنوا حالهم بحال أي من الحاصلين على شهادات عُليا.

بل بدأ بعضهم الإستخفاف بجهله و جعله آلة مضحكة و تصوير ڤيديوهات لهم و هم لا يستطيعون نطق بعض الكلمات.

و للأسف لم يفكر أحد منهم بحث الناس على أهمية التعليم، و لم يحاول منهم أحد التكفل بطفل أو اثنين ممن لا تسمح ظروفهم بالتعليم، لم يفكر أحد منهم أن يتعلم تعلم ذاتي في المنزل أو أن يلتحق بإحدى جمعيات محو الأمية. فلماذا سيحتاجون التعليم و قد أصبح معهم المال و الشهرة؟

و المضحك في الأمر أن السيارات الفاخرة و البيوت باهظة الثمن الذين يعرضونها كلها مبنية على أساس علمي؛ فلولا وجود المهندسين لما حصلوا عليها.

إن العلم هو سلاح التقدم و التحضر و هو الطموح الحقيقي و هو أحق بأن يكون أولوية لكل الأشخاص.

إن الإنسان بلا علم هو إنسان بلا كرامة، لذلك يجب علينا جميعاً أن نحرص على التعليم و مساعدة غير القادرين و محو أميتهم.

فبالتعليم ستتقدم الأمم و إذا تقدمت سيصبح لدينا جميعاً سيارات و بيوت فاخرة مثل تلك اللاتي يتباهى بها مطربين المهرجانات.