تتصاعد خطاها بين قدم و اخر تهرول باقصي ما تملك حتي خارت قواها تنتهج روحها و تتعالي انفاسها من فرط النشاط.. تتدلي ضفائرها البنية علي وجنتيها و قد تناثرت بين وجنتيها من كل موضع.. كان عقلها الطفولي البرئ تاامليرايس الكريم بنكهة الشوكولاتة و الفراولة الذي لاذلت صورته عالقة في ذهنها.. الا ان الامر كان بمثابة مجرد حلم لصبية فقيرة تمضي لياليها بين الطرقات في بيع الزهور..
- الورد من يشتري مني وردآ يهادي المحبين -
كانت تلقي بعباراتها بين الطرقات و الازقة و تلقي في نهاية اليوم حفنات قليلة من العملات النقدية لا تكاد تكفي رمق اليوم..
العم - فهد - بائع الارز باللبن كانت تلقاه يوميآ في جولاتها في الطرقات باتت تشتري منه بعملة نقدية واحدة علبة صغيرة من الارز باللبن باتت تعتبرها حلوها و طعامها في آن واحد و تكتمل الامر ان اعطاها احيانآ بضعة كسرات خبز باتت تغمزه اياه في الارز و اللبن فباتت بمثابة وجبة شهية للصبية الصغيرة - علا -
علي اعتاب المسرح كانت تتواري بجسدها الهزيل من خلف الستائر تتابع المهرج المرح و هو يلقي العابه و نكاته فيفرح الصبية و تتمني في اعماق نفسها لو اتيح لها ذات يوم حضور عرض مهرج كمثيلاتها من الصبايا الا انها كانت تعلم ان هذا من دروب المستحيلات..
تجلس علي الرصيف و هي تناظر ذلك الشاب الجالس برفقة فتاة و هما يتبادلان الحديث تقترب منهم بلطف و استحياء تسألهم برفق لو ارادوا ان يشترون منها بضعة زهور..
ينظر اليها الشاب باستعطاف يعطيها بضعة نقود ورقية و ياخذ منها قليلا من الورد يقدمها الي فتاته التي تبتسم بينما ترحل عنهم الصبية المسكينة و هي تحمد الله علي بضعة العملات الورقية التي حصلت عليها..
بات الليل قد ازف و حلت الظلمة بالموضع تفترش بعض الكساء تتواري به علي الرصيف و تغمض عيناها الصغيرتان المفعمتان بالاحلام و ان المتها الحياة..
رأت نفسها في وسط حديقة شاسعة توسطتها الارجوحة الجميلة و كانها تناديها ان تلحق اياها بعنفوان الطفولة تتعالي خطي الصبية تجاه الارجوحة.. تصعد اياها و تتعالي الارجوحة بها يمينآ و يسارآ و مع كل درج تهفو روحها فرحة بالطيران..
تقترب منها الصبية الصغيرة ذات الشعر الاسود المتدلي علي وجهها تمد اليها كفيها مصافحة اياها تقفز من الارجوحة لتلهو مع الرفيقة الجميلة.. و الضحكات تتعالي وجوهم البريئة...
تفتح عيناها من وسط حلم جميل برئ لتري انفسها امام الواقع.. مهما المها الا ان لاذال بقلبها البرئ طهر و نقاء و احلام جميلة تآوي اياها..
يقبع امامها بائع الشوكولاتة و ابتسامة جميلة ترتسم وجهه يقدم اليها واحدآ من الايس الكريم تنظر اليه الا ليس لديها الثمن يبتسم قائلآ :
مدفوع الاجر.. ثم يشير خلفه لتري الرفيقة الجميلة و قد اقتربت منها.. تربت علي كفيها.. و نفس الابتسامة الحالمة تآوي وجنتيها..
ثم نري تلك اللوحة الموضوعة علي الرصيف منقوشآ اياها :
رفيقي الانسان لست بمالك و لا حسبك و لا نسبك و انما بطهر قلبك و عفة روحك فهلا بكفك تربط علي كفي لنعلي الانسانية...
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب