لست أدري لمن أصنع الذكريات وشمس خريفي الساطعة تلتهم مساحة الإستذكار القادمة
فمن سيروي للأجيال معاقرتي لنبيذ الفجر المعتق من شفتيها بين شوارع المدينة
هل أتلو مذكراتي على حضرة الملاك ليسردها مرة أخرى في صباح القيامة!
أم أكتبها في وجه الغيم لتشربها المدينة فتعيد تعريف الحب وهي في أوج ثمالتها فلا يرون بأسا عندما أقبل فتاتي تحت منظار قناصٍ أو جوار جماعة مسلحة .
عندما تكون في الهزيع ما قبل الأخير من العمر
ترشو الحياة لكي تمنحك فتاة كاعبة تعيدك للخلف قليلاً وتهديك مع باقة الورد تاريخا مزيفا للميلاد
ترشو الحياة كثيراً
تتوددها
تخرج لها الإيصالات التي استلمتها حين كنت تودع أيامك في خزنتها
تمن عليها بالهزائم التي منيت بها
بالخيبات والإنكسارات
تخرج لها صورتك بصحبة أبيك قبل أن تعجن هذه الحياة أيامك بالملح والدموع
أبوك الذي لم يتودد من أجل امرأة قط وأنت فعلتها
وتصرخ غاضبا بوجهها : انظري أيتها الجاحدة لوجهي الذي صار عدوا للمرآة والنساء ..
يا صاحبة الجلالة :
- هبيني نهد امرأة تعيد لذاكرتي طعم المشمش ورسوماتي الأولية لقباب الأولياء في قريتنا البعيدة
- كفاً رطباً يربّت على رأس كهولتي ويغسل منه الرمل والفقد تحت مسارب المنازل العتيقة ..
- جسدا فتيّا أصنع من رقته فجرا جديدا للعصافير وموسماً جديداً " للجهيش "