ما بين صفقة القرن وصفعة القرن... !! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما بين صفقة القرن وصفعة القرن... !!

  نشر في 12 ديسمبر 2017 .

رب ضارة نافعة، صحيح أن قرار ترامب الذي أعلن فيه اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، كان بمثابة صفعة مؤلمة للفلسطينيين خاصة، والعرب والمسلمين عامة، إلا أنها على رغم ما سببته من ألم، فإنها قد نسفت صفقة القرن التي كان يروج لها، وكشفت للجميع زيف مفاوضات السلام من جهة، ومن جهة أخرى، أيقظت ضمير الأمة العربية والإسلامية، وأعادت الفلسطينيين وقضيتهم إلى حاضنتهم الطبيعية، ولذلك رأينا اليوم، كيف أن الأمة العربية والإسلامية استردت وعيها بقضيتها هذه، خرجت عن بكرة أبيها، تهتف بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وأنها لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي تخص الأمة كلها، شرقها وغربها شمالها وجنوبها، فهي بصمتها وعنوانها...

والأمل كل الأمل في هذه الإدارة الفلسطينية، أن تقتنص هذه الفرصة الذهبية التي سنحت لها، وتنفض يدها من أمريكا التي عللتها بوعود دون أن تفي لها ولوب بوعد واحد، ومنتها الأماني بشبه دولة لا سلطة للفلسطينيين عليها، دولة غير قابلة للحياة أصلا بجميع المقاييس المتعارف عليها، وسلام غير قابل للدوام لأنه قائم على الاستسلام، أكثر من كونه قائم على الإقرار بقوة الطرف الفلسطيني، وتأخذ زمام المبادرة بيدها، وتسترجع حقها الشرعي في المقاومة المسلحة، وتعمل على استرجاع فلسطين كل فلسطين لا مجرد الجزء المحتل منها سنة 1967، وتضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني التي طال أمدها، وآن له الأوان أن ينتهي إلى حد معلوم ،يقمع فيه الظالم وينصر المظلوم...

لقد جرب الإخوة الفلسطينيون ما اصطلح على تسميته بالمقاومة السلمية منذ اتفاقيات أسلو وإلى اليوم، فلم يخرجوا من ذلك بشيء، بل صودرت الأراض وهجر السكان حتى أن ما بقي من الأراضي المحتلة في 1967 لا يستحق التفاوض عليه، فلم يعد إذن طائلا من وراء هذه المقاومة السلمية، وبات من الضروري أن يعود الفلسطينيون كل الفلسطينيين للمقاومة المسلحة، وليس لهم أن يتحرجوا من ذلك إطلاقا، فأمريكا راعية السلام المزعوم، كشفت عن انحيازها المطلق للصهاينة، ومن ثم فمن حق الفلسطينيين أن يعودوا لحمل السلاح، ومن حق العرب والمسلمين أن يضمنوا لهم الدعم الكامل وأن يتصدوا لأمريكا وربيبتها إسرائيل بجميع الأدوات والوسائل المتاحة، فالصهاينة استعلموا ضد الفلسطينيين وحتى غير الفلسطينيين السلاح الناري، والسلاح المالي، والسلاح الغذائي، والسلاح العلمي، فمن حقنا أن نحاربهم نحن أيضا بكل ما نملك من وسائل...

ان الخلاف بيننا وبينهم هو خلاف عقائدي في جوهره، فهم لن يعترفوا لنا بحق، إلا بالقوة، وهم لن يرضوا عنا مهما اجتهدنا في التقرب إليهم، وبذلنا لهم، فالله عز وجل يقول: في كتابه الكريم: [وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِيـــنـِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] البقرة/217، يُطْلِع الله ـ العليم الخبير ـ في هذا الجزء من هذه الآية المسلمين على حقيقة نواياهم نحو غيرهم، وهدفهم الذي يستهدفونه منهم...

من أجل ذلك عندما أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، المسلمين أن يعدوا ما استطاعوا من "قوة" نكّر لفظ "قوة"، ليدل على الكثرة، فهناك قوة الإيمان، وقوة العلم، وقوة الاتحاد، وقوة المال، وقوة الإعلام، وقوة الزراعة، وقوة الصناعة، وغيرها من القوى.

ولسائل أن يسأل: لماذا يقاتلنا غيرنا؟ ولماذا يريدون ردنا عن ديننا؟

والجواب على ذلك هو أن هذا الدين هو الأقوم سبيلا، والأصدق قيلا، والأنبل قيما، والأسمى مُثُلا، والأعدل حُكما، فيتضايق منه أصحاب الملل المنحرفة، والنِحَل الضالة، والفلسفات الهدامة، والمبادئ الظالمة، وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} - النساء/89، ولذلك وجب أن نأخذ حذرنا، ونعد العدة، ونسعى لامتلاك أسباب القوة في جميع المجالات، لنكون في مستوى التحديات، وتحسبا لكل ما هو آت...


  • 5

  • أمال السائحي
    لقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
   نشر في 12 ديسمبر 2017 .

التعليقات

ريما R منذ 6 سنة
يا قدس التي عشقنا ترابها
واحببنا صوت اذانها
وركعنا سجدا بأرضها
ستبقين شامخه ولو ازمان جار عليك
اعذرينا لم نكن لك درعن صلبا من فلاذ
فبكت جدرانك ...ونادت بقيع ارضك
اعذرا فقد..خانك العرب
ومكثنا دون جدال فقط ننظر من ينهبونا
وانتي تنتظرين من يثور الغضبا
فتدركين بأنهم في سبات
القدس لفلسطين وعلما منصوبا في اعلى قبه

تحيتي لك وسلاما ...
0
أمال السائحي
تحياتي اختي ريما الف شكر
ريما R
تمنياتي لك بتوفيق
انتظر كتاباتك بفارغ صبر
Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
مقال رائع استاذة أمال وندعو الله ان يجتمع الصف فعلا ويكون الغد أفضل.
0
أمال السائحي
شكرا جزيلا لك أستاذ عبد الجواد شهادة نعتز بها، أؤمن على دعاءك اللهم امين يا رب
أكثر من رائع اكثر من ممتاز غاليتي أمال لنشكر الرئيس ترامب علي شجاعته فهو أيقظنا من سبات عميق هو قال لنا بالحرف نال الصهاينة فلسطين بالسلاح لن تسترجعوها إلا بالسلاح و نشكر من خلفه السيد مايك بانس الذي صدق عندما قال أن نبوءه قيام إسرائيل تحققت، قيام الكيان الغاصب هو بشارة خير بقرب زواله و الله غالب علي أمره، لك منا تحية إجلال لقلمك المبارك...
0
أمال السائحي
اشكر الله الذي سبب الأسباب وجعل الأمور تسير على النحو الذي يرضي رب الكون كله - جل جلاله - ، واشكره - سبحانه - كذلك عن العمي والغطرسة التي ظهرت بها هذه الدولة (( المتنمّرة)) في الجمعية العامة وهي تهدد وتتوعد ، الأقنعة كل يوم تسقط الواحدة تلوى الأخرى، وصدقت اختي عفاف والله غالب على أمره، لك مني كل التحية عزيزتي شكرا لك. ((رغم في قرارة نفسي اعلم ان الشعوب لو تركت على سجيتها لعانقت القدس ولو بعد حين))
أكثر من رائع اكثر من ممتاز غاليتي أمال لنشكر الرئيس ترامب علي شجاعته فهو أيقظنا من سبات عميق هو قال لنا بالحرف نال الصهاينة فلسطين بالسلاح لن تسترجعوها إلا بالسلاح و نشكر من خلفه السيد مايك بانس الذي صدق عندما قال أن نبوءه قيام إسرائيل تحققت، قيام الكيان الغاصب هو بشارة خير بقرب زواله و الله غالب علي أمره، لك منا تحية إجلال لقلمك المبارك...
0
أمال السائحي
اشكر الله الذي سبب الأسباب وجعل الأمور تسير على النحو الذي يرضي رب الكون كله - جل جلاله - ، واشكره - سبحانه - كذلك عن العمي والغطرسة التي ظهرت بها هذه الدولة (( المتنمّرة)) في الجمعية العامة وهي تهدد وتتوعد ، الأقنعة كل يوم تسقط الواحدة تلوى الأخرى، وصدقت اختي عفاف والله غالب على أمره، لك مني كل التحية عزيزتي شكرا لك ((رغم في قرارة نفسي اعلم ان الشعوب لو تركت على سجيتها لعانقت القدس ولو بعد حين))
نظرات مشرقة
الشعوب مشغولة بالخبز و إنتظار المخلص عوض أن يغيروا ما بانفسهم أزكي تحياتي لك يا اعز أخت علي قلبي
عمرو يسري منذ 6 سنة
رائع أستاذة آمال , ذكرتِ فيه كل ما يجول بخاطري , عندما كنت أشاهد بيان ترامب كنت أدعو الله بشدة أن يعلن القدس عاصمة الكيان الصهيوني لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإفاقة الأمة من غفلتها و هو ما حدث بالفعل و عاد العرب و المسلمون للتظاهر مرة أخرى من أجل فلسطين بعد سنوات من النسيان .
أتمنى أن تستمر هذه المظاهرات و تتحول لإنتفاضة ثالثة ليس في فلسطين فقط بل في كل الدول العربية و الإسلامية .
بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .
1
أمال السائحي
شكرا لك استاذ يسري، ولكن شيئ في خاطري مع هذه الهبة للشعوب أدرك انها تتمنى اليوم قبل الغد، ان يذهبوا إلى القدس وينصروا اخوانهم بأي طريقة ...
ونحن كذلك نتمنى ان يستمر الضغط على متخذي القرار حتى نرى ما يثلج صدورنا..وبالتوفيق لك استاذ
راوية وادي منذ 6 سنة
أشاطرك الرأي، و أتمنى أن يفيق كل من طال سباته، فإما صحو مبكرٌ أو سباتٌ طويلٌ الموت أشرف منه بكثير.
1
أمال السائحي
شكرا لك الأستاذة راوية، نتمنى ذلك ...وندرك جيدا مهما صار لن يغلبوا مشيئة الله، انما هي لحظات يسرقونها، ولكن ستعود القدس مهما طال الزمن..
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
فعلا ،نتمنى ان يحمل الكل السلاح وينتفضوا على قلب رجل واحد،دون ان يخدعوا بحلول اخرى ،ساعقب على امر وهو ان المسلمين لم يكونوا بحاجة لصفعة كي يتحركوا ،بل قلوبهم متعلقة بالاقصى ولو فتحت الحدود قبل سنوات او بعد سنوات لرأينا دماء رجال ترخص في سبيل الاقصى ،العرب اهل نخوة وعزة ولولا حكام عملاء ،لانتصروا للقدس منذ حين،ارى رجالا من مختلف الفئات العمرية تتقطع قلوبهم وتدمع اعينهم يحبون الموت في سبيل الله،عسى ان تتوحد الجهود،وقد كتب التاريخ خيانة الاقصى على من خانه،نرجو الله ان تكون نهضة القرن،دام قلمك سيدتي.
0
أمال السائحي
صدقت اختي الكريمة "المسلمين لم يكونوا بحاجة لصفعة" ولكن هنا الصفعة افاقت من كان يظن ان اوهام مبادرات السلام المزعومة انها ستحل مشكلة فلسطين...شكرا لك
Salsabil Djaou
ولك كل الشكر والتقدير

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا