رب ضارة نافعة، صحيح أن قرار ترامب الذي أعلن فيه اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، كان بمثابة صفعة مؤلمة للفلسطينيين خاصة، والعرب والمسلمين عامة، إلا أنها على رغم ما سببته من ألم، فإنها قد نسفت صفقة القرن التي كان يروج لها، وكشفت للجميع زيف مفاوضات السلام من جهة، ومن جهة أخرى، أيقظت ضمير الأمة العربية والإسلامية، وأعادت الفلسطينيين وقضيتهم إلى حاضنتهم الطبيعية، ولذلك رأينا اليوم، كيف أن الأمة العربية والإسلامية استردت وعيها بقضيتها هذه، خرجت عن بكرة أبيها، تهتف بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وأنها لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي تخص الأمة كلها، شرقها وغربها شمالها وجنوبها، فهي بصمتها وعنوانها...
والأمل كل الأمل في هذه الإدارة الفلسطينية، أن تقتنص هذه الفرصة الذهبية التي سنحت لها، وتنفض يدها من أمريكا التي عللتها بوعود دون أن تفي لها ولوب بوعد واحد، ومنتها الأماني بشبه دولة لا سلطة للفلسطينيين عليها، دولة غير قابلة للحياة أصلا بجميع المقاييس المتعارف عليها، وسلام غير قابل للدوام لأنه قائم على الاستسلام، أكثر من كونه قائم على الإقرار بقوة الطرف الفلسطيني، وتأخذ زمام المبادرة بيدها، وتسترجع حقها الشرعي في المقاومة المسلحة، وتعمل على استرجاع فلسطين كل فلسطين لا مجرد الجزء المحتل منها سنة 1967، وتضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني التي طال أمدها، وآن له الأوان أن ينتهي إلى حد معلوم ،يقمع فيه الظالم وينصر المظلوم...
لقد جرب الإخوة الفلسطينيون ما اصطلح على تسميته بالمقاومة السلمية منذ اتفاقيات أسلو وإلى اليوم، فلم يخرجوا من ذلك بشيء، بل صودرت الأراض وهجر السكان حتى أن ما بقي من الأراضي المحتلة في 1967 لا يستحق التفاوض عليه، فلم يعد إذن طائلا من وراء هذه المقاومة السلمية، وبات من الضروري أن يعود الفلسطينيون كل الفلسطينيين للمقاومة المسلحة، وليس لهم أن يتحرجوا من ذلك إطلاقا، فأمريكا راعية السلام المزعوم، كشفت عن انحيازها المطلق للصهاينة، ومن ثم فمن حق الفلسطينيين أن يعودوا لحمل السلاح، ومن حق العرب والمسلمين أن يضمنوا لهم الدعم الكامل وأن يتصدوا لأمريكا وربيبتها إسرائيل بجميع الأدوات والوسائل المتاحة، فالصهاينة استعلموا ضد الفلسطينيين وحتى غير الفلسطينيين السلاح الناري، والسلاح المالي، والسلاح الغذائي، والسلاح العلمي، فمن حقنا أن نحاربهم نحن أيضا بكل ما نملك من وسائل...
ان الخلاف بيننا وبينهم هو خلاف عقائدي في جوهره، فهم لن يعترفوا لنا بحق، إلا بالقوة، وهم لن يرضوا عنا مهما اجتهدنا في التقرب إليهم، وبذلنا لهم، فالله عز وجل يقول: في كتابه الكريم: [وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِيـــنـِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] البقرة/217، يُطْلِع الله ـ العليم الخبير ـ في هذا الجزء من هذه الآية المسلمين على حقيقة نواياهم نحو غيرهم، وهدفهم الذي يستهدفونه منهم...
من أجل ذلك عندما أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، المسلمين أن يعدوا ما استطاعوا من "قوة" نكّر لفظ "قوة"، ليدل على الكثرة، فهناك قوة الإيمان، وقوة العلم، وقوة الاتحاد، وقوة المال، وقوة الإعلام، وقوة الزراعة، وقوة الصناعة، وغيرها من القوى.
ولسائل أن يسأل: لماذا يقاتلنا غيرنا؟ ولماذا يريدون ردنا عن ديننا؟
والجواب على ذلك هو أن هذا الدين هو الأقوم سبيلا، والأصدق قيلا، والأنبل قيما، والأسمى مُثُلا، والأعدل حُكما، فيتضايق منه أصحاب الملل المنحرفة، والنِحَل الضالة، والفلسفات الهدامة، والمبادئ الظالمة، وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} - النساء/89، ولذلك وجب أن نأخذ حذرنا، ونعد العدة، ونسعى لامتلاك أسباب القوة في جميع المجالات، لنكون في مستوى التحديات، وتحسبا لكل ما هو آت...
-
أمال السائحيلقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
التعليقات
واحببنا صوت اذانها
وركعنا سجدا بأرضها
ستبقين شامخه ولو ازمان جار عليك
اعذرينا لم نكن لك درعن صلبا من فلاذ
فبكت جدرانك ...ونادت بقيع ارضك
اعذرا فقد..خانك العرب
ومكثنا دون جدال فقط ننظر من ينهبونا
وانتي تنتظرين من يثور الغضبا
فتدركين بأنهم في سبات
القدس لفلسطين وعلما منصوبا في اعلى قبه
تحيتي لك وسلاما ...
أتمنى أن تستمر هذه المظاهرات و تتحول لإنتفاضة ثالثة ليس في فلسطين فقط بل في كل الدول العربية و الإسلامية .
بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .