النفاق الالكتروني
المواقع و الواقع
نشر في 22 يناير 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في عصرنا الحاليّ عصر العالم قرية صغيرة إمتدت الأمراض و العقد النفسية إلى مواقع التواصل الإجتماعي ، فباتت المعلومات التي نتلقاها يوميا بنسبة كبيرة حول مواضيع أقل ما يقال عنها انها تافهة و النسبة المتبقية لمحتويات جيدة و من هنا نطرح الاشكال التالي : لماذا تصنع المحتويات الفارغة جدلا واسعا أكثر بكثير من المحتوى المفيد ؟
إلى أي مدى تطرح المواضيع الأساسية المهمة لحياة الناس؟
و ما مدى صحه المعلومات المطروحة؟
هل العيب فينا أم في المواقع
لم تشهد البشرية حرية للتعير و الرأي كتلك التي توفرها وسائل التواصل الإجتماعي المتنوعة حالياً ، و بما أنها فرصة متاحة للجميع بالتالي فان البعض الذين لا يتحلون بالأخلاق و الانسانيه هي متاحة لمن هب و دب النتيجة هي كل ما نشهده من مهازل يوميا لا تمت بحال المجتمع وقضاياه الاساسيه بصلة يقع بعض اللوم علينا لأن أغلبنا يتابعها و يأخذ رواد التواصل الإجتماعي او ما يعرف بالمؤثرين نصيبه من اللوم ، من جهة أخرى يوجد أناس كثيرون مبدوعون أصحاب محتوى بالفعل و رسائل جيدة مثلا عمر الفاروق صاحب قناة يوتوب يحاكي الواقع بفيديوهاته و غيره من المبدعين من طرف آخر تلاقي التفاهات المعروضه جدلا واسعا خاصه بعض التحديات التي يقوم بها مثلا تحدي bird box قصة فيلم مستوحى من كتاب ، يقوم فيها الناس بالمشي معصبين الأعين ، و تحدي كيكي الذي يجلب الحيرة لماذا يقوم القطيع بمثل هذه التحديات التي يمكن أن تعرض حياة الناس للخطر بالمقابل تحظى هذه التحديات باهتمام و لايكات تصل إلى الملايين بالرغم من أنه التحديات التي تحدث في ملاجئ السوريين في برد قاس و تحدي غزة في ضروف تبكي الحجر ، لكن هذه المشاهد لا تستوقفنا كثيرا فنمر عليها مرور الكرام ، لنا مقدرة في مساعدة هؤلاء الذين يمرون بالمحائن عن طريق جعلها الأكثر أهمية ، إضافة إلى إستغلال البعض لتخطي حدود الناس سواء بمنشورات أم فيديوهات أو حتى تعليقات عنصرية كانت أم مستفزة و عندما تكثر الآراء أصبح الجميع محللين سياسيين أحيانا و دينيين مرات أخرى ، هنا نحتار مرة أخرى لماذا أخذ النفاق بعدا إفتراضيا و أصبح الكل يتفلسف و الموضوع فارغ مثلا ملكة جمال الجزائر الكل شارك في رأيه على خلقة الله و تمسخر بها ،بالمقابل دافع الكثير عنها .
يوم بعد يوم نكتشف تزييف و إدعاءات رواد التواصل الإجتماعي فيوم برأي و غدا برأي معاكس يعني أن الفلاتر التي توضع في الآراء أكثر من الصور نفسها و من جهة أخرى يوجد عديد من الأفراد المعروفين محافظين على عفويتهم و طبيعتهم و تجد الكثير من هذه القطع النادرة مقاطعة لمواقع التواصل أحيانا .
يحاول أغلب المؤثرين إضهار أن شكلهم إضافة إلى حياتهم مثالية لإرضاء متابعيهم ما ينعكس سلبا على حياة الناس التي تجرب تغيير من حالها أكثر من طاقتها و هذا بالطبع لا يعتبر الضحية بما أنه إختار أن يتأثر بها، لكن يقع بعض اللوم على المشاهير الذين يتباهون بحياتهم اليومية التي على الأساس يجب أن تبقى خاصة ، و حتى الأفراد الغير مشهورين يكذبون عن حياتهم في الفايسبوك و الانستغرام ....فتجدهم في الواقع معك بوجه أما في المواقع بوجه آخر ، و هو طبعا نفاق و عدم وضوح و صدق يؤدي إلى أمراض نفسية ، التخفي وراء وجوه مستعارة بحجة تجميع بعض اللايكات (يعني إرضاء الناس على حساب الذات ) و هذه الشخصيات التي لا تعكس واقعها هي تدل على رفض غير معلن لحقيقتهم .
و من هنا نتطرق للمجاملات التي تعدت الحدود هي نفاق من نوع اخر.
لكن السؤال يبقي مطروحا هل المشكل فينا أم في البرامج إلكترونية التي أصبحنا بفضلها من فاعل إلى مفعول به ،و يبقي الحل الوحيد أنه نكون عفويين لا نتبع السرب نغير فقط ما يليق بنا و نقاطع البرامج و الصفحات التي تضيع من وقتنا ،مثلا بدلا من الفيسبوك هناك تطبيق رائع goodreads فضاء خاص بالقراءة وكتابة تقويمات (أنا شخصيا إستفدت منه بحيث كانت قرائتي تصل 30كتابا في العام أما العام الماضي حفزتني لقراءة أكثر من 120كتابا. و تطبيق عملي يساعد على تنظيم الوقت كtodoist و خلينا ننسا نفاق وخداع المجتمع الالكتروني