مدينتي ليست غريبة، و حضورها بين المدن ليس بعيد المنال.
لرائحة الصبح فيها طاقة من نوع خاص، حيث تكون فيها الروح في غاية فترات صفائها.
رائحة تعكس عهود الطلاب الشريفة لعوالمهم الممتدة على طول ظلال الانتماء.
لا أحلم فيها بالراحة التامة ولا النعيم المقيم؛ لأني أعلم أنها ليست جنة،ولكن يقيني أنه في حدود قدرة الإنسان أبدع مما كان.
أسقف مدينتي من الآمال التي تخدم الحضارة البشرية،آمال منسوجة بأجنحة الحرية،بعضها مشرئب وأخرى متواضعة.
عمدها من التعاملات الصغيرة بين سكانها،جدرانها من الستر مطلية بالثقة.
هي لا ترتقي لدرجة المدن الفاضلة التي وضعها الفلاسفة،لكنها لوحة جمعت أجزاؤها مما رسموها في مخيلاتهم؛فحبها أفلاطوني ،و أخلاقيات حاكمها هي كما وضعها الفارابي،و أما بقية فضائلها فقد رسمت في ذهنك عندما كنت طفلا.
يمثل فيها الدين معلمها البارز الذي يقبع شامخا مزهوا بسلطته. ويجند فيها العلم مواكبا مشحوذة بالأصالة و التحدي.
اللغة فيها استخلاص للهوية،و الشعر ترانيم للبشوشين.تاريخها جسر زجاجي يمتد فوق نهر حاضرها،يأخذها لمستقبل واعد بحضارة إنسانية مستقرة في حدود المتاح لها، ولاتساع النهر دور!
طقوس الزواج في مدينتي شديدة البساطة مقرونة ببعض التعقيدات التي يصفها الناس حسب تجاربهم الواقعية بأنها سلسة! و العيد فيها كأنه كوكب تاسع؛شيء جديد في مسرح قديم.
مدينتي مختلفة الثقافات،تكاد تقول بتنوعها أنها نقطة التقاء لمختلف العصور.معتقدات انسانها تتسع لتشمل العالم المسكون، والحقوق فيها لا تخضع لمعايير الظلم و الإبادة.
في مدينتي أنا و أنت في موجة فكرية متبعثرة تعتمد الخيال الخلاق المنضبط لننشأ بها صورة تحمل طابعا اجتهاديا و رؤية تكشف عن قدراتنا.
-
إبراهيم يوسفليكن عقلك حرا يجوب طبيعة نفسك فرحا بميلاد هويتها