خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمه أبي طالب إلى الشام وقصته مع بحيرى الراهب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمه أبي طالب إلى الشام وقصته مع بحيرى الراهب

  نشر في 01 نونبر 2020 .

بسم الله الرحمن الرحيم


خرج أبوطالب في ركب تاجرا إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير صب به (أي: رقَّ إليه) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرقَّ له أبو طالب وقال: والله لأخرجن به معي ولا أفارقه ولا يفارقني أبدا، فخرج به. فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له وكان إليه علم أهل النصرانية، وكانوا كثيرا ما يمرون به فلا يكلمهم ولا يعرض لهم، حتى كان ذلك العام، رأى وهو في صومعته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الركب حتى أقبل وغمامة تظلله من بين القوم، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة وتهصرت (أي: تدلَّت) أغصان الشجرة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بطعام فصُنع، ثم أرسل إليهم فقال إني صنعت لكم طعاما يا معشر قريش فأنا أحب أن تحضروا كلكم، كبيركم وصغيركم، وعبدكم وحركم، فقال له رجل منهم والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم، ما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم؟ قال له بحيرى صدقت قد كان ما تقول ولكنكم ضيف وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلون منه كلكم، فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة، فلما رآهم بحيرى لم ير الصفة التي يعرف ويجده عنده، فقال يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي، قالوا يا بحيرى ما تخلف أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام وهو أحدثنا سنا فتخلف في رحالنا، قال لا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم، قال فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى إن كان للؤم بنا أن يتخلف محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم، فلما رأى بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرى وقال له يا غلام: أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه -وإنما قال له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما- فقال -صلى الله عليه وسلم-: لا تسألني باللات والعزى شيئا؛ فو الله ما أبغضت شيئا قط بغضهما، فقال له بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه؟ فقال له: سلني عما بدا لك، فجعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخبره، فوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه موضعه من صفته التي عنده، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال بحيرى: ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود؛ فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام.


المراجع:

1) البداية والنهاية : ابن كثير.



   نشر في 01 نونبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا