أن تبدع في إسعاد من تحب
هذه القصة القصيرة من أجل الاشارة الى معنى عظيم في الحياة الذي أتمنى أن يصل الى قلوبكم قبل عقولكم، القصة تحمل اشارة الى مثال بسيط و لكن المعنى يبقى أوسع و أكبر
نشر في 30 نونبر 2017 .
في القرون الوسطى في عصر المماليك كان هناك فتى لديه موهبة فده في الرسم يسكن في وسط عائلة فقيرة مع والديه و أخته الصغيرة، الفتى كان لديه شغف كبير في الرسم لكن لسبب فقر عائلته كان قد توقف عن الدراسة و يساعد اباه في الحقل فكان و هو على ذلك الحال يقوم برسم بعض اللوحات لأخته الصغيرة يلاطفها بها و كانت تسعدا كثيرا برسمات أخيها و كان أيضا يبيع بعض لوحاته البسيطة بثمن زاهد للفقراء مثله، و لكن في أحد المرات لوحة من لوحاته وصلت للملك في المنطقة فأعجب بها و استدعاه للبلاط و تكلم معه فأعجب به الملك و جعله الرسام الخاص في القصر و صار يعمل لدى الملك
فكان يعمل 6 أيام في الأسبوع و اليوم السابع يذهب الفتى لبيته ليأخذ المال لأهله و يبقى معهم، أخته الصغيرة كانت جد معجبة بلوحاته و كانت تقول له دائما لوحتك الجديدة رائعة كالعادة يا أخي، الفتى رغم أنه صار الرسام الاول في المملكة و صار يرسم حتى للمماليك خارج المملكة لتقدم كهدايا لهم و أصبح يأخذ راتب معتبر و ينفق بقيمة كبيرة على أهله لم يعد يشعر بالسعادة التي كانت لديه و لا التي كانت وسط أهله
و في أحد المرات في نهاية الأسبوع عاد الى البيت لكن هذه المرة لم يعد محملا بالمال و الطعام كما كان، هذه المرة عاد وهو يحمل لوحة رائعة جدا رسم فيها كل أهله مجتمعون و يملئهم السعادة، قال لهم هذه المرة جئتكم أحمل لكم الحب بدل كل شيء، لقد فرحت كثيرا بمنصبي و جعلت كل موهبتي و فني لأسعد الملك و أصحاب القصر و باقي الناس الشرفاء و نسيت أن أحق الناس بالإبداع هو أنتم يا أهلي الأعزاء، فما قيمت أن تفرح بنت الملك بلوحة فنية في عيد ميلادها و لا تفرح أختي الصغيرة بلوحة من أخيها الحبيب الذي يحبها و تحب لوحاته
بعبارة أخرى (ما قيمة أن تكون مبدعا إذا لم تستطع أن تبدع في إسعاد من تحب ).
رسالة حب و تقدير لكل شخص يبدع في اسعاد من يحبهم
-
كارك ياسرلربما افكاري تخلدني بعد موتي