الاحترام بلسم و شفاء - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاحترام بلسم و شفاء

كن ابن من شئت واكتسب أدباً

  نشر في 07 غشت 2015 .

لا يمكن بأي حال من الأحوال المفاضلة والتمييز بين القيم الإجتماعية،لأنها كالبناء المتراص يشد بعضه بعضا،فهي تتكامل بينها،ومن ثم يستحيل الإعتماد على إحداها دون وجود الأخرى في مجال التعامل بين أفراد المجتمع.ولكننا اعتدنا بالرغم من هذا في حياتنا اليومية أن نركز في اهتمامنا وحديثنا بين هذه القيم الرفيعة على المألوفة منها،والمتداولة على ألسنتنا وفي وعينا وتفكيرنا،إذ أننا على سبيل المثال نتناول غالبا قيمة الاحترام المتبادل كعاطفة اجتماعية،ونعتبرها الأساس لكل صلات البشر،سواء كانت آصرة زواج أم صداقة أم حب،ونفترض بالبداهة أن كل طرف في هذه الصلة أو تلك لا يستمر مع الآخر لمدة طويلة،إلا إذا كان يكن له الاحترام اللازم عن طريق الإعتراف بقيمته،والإصرار على تلافي كل نوع من أنواع الإساءة إليه كانت ظاهرة أو خفية،دون أن نفكر في أن استمرار العلاقات في الواقع مشروط بمراعاة قيم أخرى إلى جانب الاحترام،مثل الوفاء والصدق و المعروف والتكامل والإيثار و هلم جراً...

ومع ذلك فإن دوام الأواصر الإجتماعية ورسوخها في الواقع،يتوقفان مبدئيا على الاحترام الذي ينزع بفضله المتصادقون والمتجاورون والمغرمون،إلى التألق والتعامل بنفس الدفء العاطفي،والشفف الفكري اللذين عرفتهما لحظة نشوء العلاقة وولادتها،مهما طالت مدة ارتباطهم وتواصلهم.وتظل تلك النظرة الأولى المفعمة بالإعجاب والتودد والقرب قائمة لا تنطفئ شعلتها بالألفة وكثرة الإحتكاك،ولا تتبخر مودتها بفعل تعاقب الزمان ومرور الأيام الطويلة عليها.

إن الاحترام عنصر حراري يزيد من انجذاب القلوب،ويؤجج الإحساس بالتقارب والتلاقي،وليس هناك من دونه حصانة ضد فتور التواصل وانبعاث الكراهية والحسابات المنفرة.وهذا السلوك الراقي يتغذى ويزهر باستحضار اللحظة الحلوة،والحالمة التي تمخض عنها اللقاء الحاسم وحيكت بها خيوط التداني والإنصهار أول مرة في بوتقة الصفاء والوئام.

فما أحوج كل من انضم بإرادته إلى علاقة زواج،أو صداقة،أو جوار،أو هيام إلى تبادل الإحترام مع شريكه أو شركائه،والحرص عليه كما تحرص الأم على رضيعها..!فلا رجاء في لقاء أو تفاهم،أو حب بدون احترام للحقوق والآراء والمشاعر،بل إن المال والثقافة والجمال وما إلى ذلك من عوامل التعلق بالآخر،تأتي في الدرجة الثانية بعد الاحترام،لكونه يضمن لعلاقة المرء بغيره حرارتها الوجدانية ووقود ديمومتها،وهو الذي يحميها من الرتابة المملة والباعثة على قبول الإستخفاف بقدر الطرف الثاني،والتجرؤ على المساس بحرمته وعواطفه،مما يولد الجفاء والمشاكسة والتصادم،وتنبثق من ذلك كله انفعالات سلبية وأحاسيس متشائمة تفضي حتماً إلى القطيعة والتنحي.

فهل من مانع لتربية النفس على الإحترام وتدريبها على ممارسته ليتأصل في أعماقها..؟


  • 1

   نشر في 07 غشت 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا