نعم؛ أنا معوق جسديًا، ويعني ذلك أني عاجز عن فعل الأمور التي يفعلها العوام كالرقص، والركض، والنهوض، والقفز. ولكني لست عاجزًا لدرجة أن تأتي "امرأة" لاتزوجها لكي تعينني. دخول النار أعظم من العيش بالعار، وهكذا تكلم البدو، وداعتك. بيد إنني ألا أتأقلم مع الآلهة؛ فما هي المرأة؟ إله يرتدي تنورة.

كمجتمع عراقي وعربي لدينا نوعين من النظرات؛ نظرة العنف، ونظرة العطف.

المحكوم مثلًا يعنفونه وفقًا لحاكمية الاقوى، وهذا الحال ساري مع الزوجة التي تعاني من التعنيف في المناطق الغائبة عن القانون، وليس بالقانون لغائب عما يحدث فيها، والحديث عن نظرة العطف طويل. كمعوق مثلًا واجهت عدة نظرات عاطفية وكلها منبثقة عن حسن نية؛

لا تسموه معوق بل من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمعوقين اولًا، والمعوق لا يدخل من باب التفتيش، ولا تفتشونه.. الخ، والخ، والخ من الكلمات التي تشعرك وكأنك مميز وقادم من المريخ.

المراة عندنا كذلك في العراق، وكانها جنس قادم من المريخ، وكله بسبب العادات والتقاليد. هناك طفرة عالية في تقديس المراة في المجتمعات المعيدية منبثق ذلك من ايقونة: النساء أولًا. تراه يقدس المراة بالشارع ويلعنها في البيت، وهذه الطفرة ليست عند اهل العراق، وانما عند كل المعدان في العالم.ماذا؟ لا تتحدث براحة مع هذا الكائن. لماذا؟ انه امرأة. لا ترفع صوتك.. امامك امراة. لماذا تتعامل هكذا مع المراة؟! مع ان الرجل نفسه يتعامل مع نفس الرجل مثلما تعامل مع ذات المراة.

متأكد أن المرأة ان كان لها خجل قابع تستحي من خلاله من ذلك، والتي ليس لها خجل فمبارك لنا ظهور ذلك الاله الجديد الذي لا يستحي الا نخجل من تقديسه.

تخيل أن امراة محفوظة في جام يهب الزمهرير عليها في المنزل، وربما تهب عليها جهنم بسبب العادات والتقاليد. جيد؟ كبرت وخرجت.. ثم أصبحت بنظر المجتمع الله اللذين يدعونه عند المطر. إنهم يرون ذلك الله لا تسقط بركاته من خلال الغيوم، وانما هو مرتدي تنورة يمشي أمامهم بخطوات ناعمة. كيف تريد من هذه المراة عدم الشعور بالالوهية وألا تتجاسر عليك في البيت المظلم حينما تود فرض قوامتك فيه؟ وهذه المشكلة فاحت رائحتها عند ظهور المواقع. فاللذين على المواقع دود يحومون على هذا الاله ركع سجد يبيظون حرف حرف من كلمة النساء أولًا في عشه، وهي في الواقع تعيش في البيت وفق قوامة. فكيف تجمع بين الشخصيتين؟ بين كونها إله حاكم، وكونها محكومة بقوانين معينة.

تمييز المرأة يؤدي الى تقديسها، وهل يا ترى يرى الناس ان الرجال مميزين؟ والمرأة اذا سمحت لنفسها بالتقديس عانت من الضغوط الاجتماعية كالتحرش مثلًا. فالرجل غالبًا لا يجذبه الجمال بل الغرور.

تمييز المرأة ظلم لها. أولائك النسويات سوف لا يتفقن معي، ولكنهن إذا قلبن الكفة سوف يتفقن مع أنفسهن ويختلفن معي. فهن يرن الرنة بالمساواة، وأنا أتحدث عن المساواة بالنظرة الى الجنسين.